الزميل المزعج في العمل، الصديق المنافق، و غيرهم من الشخصيات السامة التي تمر في حياتنا، و تترك أثراً في ارواحنا عند رحيلها وكلما زاد وقت مكوثها في طريق قدرنا، كلما استهلكت من طاقتنا و جعلت من الذكريات سبيلاً لتوليد مشاعر الألم في انفسنا و التأثير علينا في المستقبل.
ان السلوك السام يتسم بالانانية، و القسوة وغالباً ما يتصف افراده بحب الذات بصورة نرجسية تجعل كل من يقترب منهم يلسع من شرهم، و سوء تعاملهم، و يجعل بداخل الفرد مشاعر فقدان الامل و عدم الثقة و الصدمة التي تترك اثراً في انفسهم بعد معرفة حقيقة هؤلاء الاشخاص.
يتصف الأصدقاء عادةً بالوفاء، و القدرة على انتشالك من اصعب المواقف، و الوقوف بجانبك في الشدة قبل الرخاء، و العطاء بدون انتظار المقابل، لكن في بعض الأحيان و لسوء الحظ نواجه في حياتنا بعض العابرين الذين يختبؤون خلف قناع الصداقة، و يخفون وراءه وجه النفاق، و النوايا السيئة التي تنعكس على نتيجة نصائحهم التي تؤدي الى دفع الفرد للتشكيك بدوافعهم الشخصية عن طريق التلاعب به، و تصرفاتهم المشبوهة التي تقود الفرد نحو غياهب الظلام.
لكن كيف أعرف ان صديقي سيء و يملك وجها مزيفا خلف قناع الصداقة؟
من وجهة نظري ان الشيء الثابت عند الأشخاص السيئين أو أصحاب الشخصيات السامة هو إلقاء الذنب عليك دائما، وعدم الإهتمام بمشاعرك حتى عند إلحاق الجراح أو الإهانة بك، بحيث أنهم لا يحتملون مسؤولية تصرفاتهم، و يحاولون قدر الإمكان استغلالك من جميع النواحي.
لذلك عندما تشعر بوجودك في دائرة الأشخاص السيئين، يجب عليك التخلص، و الإبتعاد عنهم قدر الإمكان حتى، وإن كانو أقرب الناس لديك، وذلك عن طريق وضع حدود عند التعامل معهم و محاولة تجنبهم، و تجاهلهم قدر الإمكان وعدم السماح لهم بالتأثير على قراراتك، و تصرفاتك لكي تستطيع العيش بسلام.
صدقني كلما وضعت نفسك في دائرة الأشخاص طيبون، ويتسمون بالصفات الحميدة كلما زادت ثقتك بنفسك، وكلما استطعت ان تطور من ذاتك و تسمو بها نحو الأفضل، مما يمكنك من ملامسة التغيرات الإيجابية التي تحفزك للوصول إلى القمة في حياتك العملية، و العاطفية لتجد روحك احيطت بالسلام، و الطمأنينية، والمحبة.