عليك عزيزتي أولاً أن تحاولي التخلص من "النكد" الذي قد يكون هو العائق أمام تكوينك لعلاقات صداقة حقيقية وقوية مع من حولك، وكذلك هو السبب في خسارتك للكثيرين منهم؛ فالناس يميلون لمرافقة الأشخاص أصحاب الوجوه البشوشة المبتسمة، وينفرون من النكديين والسلبيين؛ فواحدة من أهم النصائح التي يقدمها عادة أخصائيو التنمية البشرية لتطوير شخصية الناس هي الابتعاد عن الأشخاص السلبيين النكديين... فاعملي جاهدة لتخلصي نفسك من هذه الصفة أولاً ومن ثم فكري بكيفية تكوين الصداقات، وسيكون طريقك أسهل بكثير لو فعلت هذا.
على كل حال... سوف أركز في إجابتي هذه على كيفية تكوين الصداقات الحقيقية أكثر من تركيزي على كيفية تخليصك من النكدية...
- اجعلي وجهك مضاء بالابتسامة دائماً، ومارسي التمرينات الرياضية والاسترخاء لتتخلصي من السلبية من داخلك.
- صحيح أن الصديق وجد ليشاركك همومك ومشكلاتك، لكن لا تفعلي هذا على الأقل في الوقت الحالي، واجعلي شعارك بأن "الشكوى لغير الله مذلة".
- حددي الهدف الذي تريدينه من بنائك للصداقات، هل هو لتفضفضي لهم فتتمكني من التخلص من بعض الأمور داخلك التي تجعلك نكدية وسلبية، أم لكي لا تبقي وحيدة أم ماذا...
- اخرجي للعالم وشاركي في المناسبات الاجتماعية، قد تجدين أن الناس تنفر من حولك قليلاً بسبب عادتك السيئة هذه، ولكن لا تيأسي وتعرفي على أشخاص جدد لا يعرفونك وابدئي معهم بصفحة بيضاء جديدة بعيداً عن السلبية قدر المستطاع.
- تعلّمي أن تبدئي أنتِ بالكلام مع الغرباء؛ فتعرفي عليهم بشكل عام، واسأليهم كيف يقضون أوقاتهم وما هي الأمور التي يحبون فعلها، على أن تركزي على الأمور الإيجابية أو العامة فقط.
- تعودي أن تجمعي الناس دائماً حولك، فإن كانت لديك شرفة أو حديقة جميلة فحضريها دائماً للسهرات الممتعة، واجلبي بعض الألعاب كلعبة السلم والحية والشدة وغيرها، واجمعي الناس في منزلك لقضاء أوقات جميلة. من الأفضل تحضير بعض النشاطات والألعاب كما ذكرت في هذه النقطة لشغل تفكيرك ووقتك وكذلك وقتهم وتفكيرهم باللعب بدل الحديث حتى لا تتطرقي للأمور السلبية التي قد "تخرّب" الجلسة.
- كوني مستمعة جيدة للناس، فأنصتي لهم جيداً واستمعي لما يقولون بالتفصيل، وكوني الصدر الرحب الذي يحب الناس الفضفضة له، لكن لا تنسي أنهم قد لجؤوا لكِ لتخففي عنهم لا لأن تزيدي الطين بلة، فحاولي طمأنتهم بأن الأمور ستكون بخير، وحاولي إيجاد الحلول معهم أيضاً.
- حاولي أن تعودي نفسك أن تلعبي لعبة مسلية مع نفسك وهي أن تبحثي في كل شخص تقابلينه عن أمر جيد فيه، هذه الطريقة ستخفف قليلاً من السلبية. ولا بأس أيضاً لو أخبرت الشخص عن هذا الأمر بكل صدق وتجرد وبعيداً عن النفاق والكذب والمبالغة؛ فالناس يحبون الأشخاص الذين يثنون عليهم... فمثلاً إن كانت تربية جارتك لأطفالها تعجبك فقولي لها هذا، واستمعي منها لنصائح تفيدك أنت أيضاً في التربية.
- تطوّعي وأعطِ.. فالتطوع فرصة كبيرة للتعرف على أناس جدد محبين للخير والعطاء، إضافة إلى أن العطاء يغسل النفس من سلبياتها ويزيد من صفائها. يمكنك أيضاً أن تستغلي المناسبات كالأعياد مثلاً لتعطي الناس هدايا رمزية؛ فالهدايا تجعل الناس متحابين أكثر وتقرب القلوب.
- سجّلي في دورات رسم أو طبخ أو آيروبكس لتستفيدي من موضوع الدورة في تنمية هواياتك واستخدامها كمنفس لما داخلك بدلاً من اللجوء للنكدية والشكوى للناس، وللتعرف على أشخاص جدد يشاركونك نفس الاهتمامات. يمكنك كذلك أن تسجلي في دورات تطوير الذات لتستفيدي منها كذلك في التخلص من سلبيتك.
- تجنبي الجدال... فالناس لا يحبون من يجادل كثيراً ويتثبت برأيه.
- حاولي أن تنتقي كلماتك عندما تتحدثين مع الناس، فكوني لطيفة واستخدمي الاقتراحات بدلاً من النصائح المباشرة والأوامر.
- أنصحك أيضاً بقراءة "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي، وكذلك كتاب "قوة التفكير الإيجابي" لنورمان فينسينت بيل