بالنسبة لي الإعتراف بسلبياتي والإفصاح عنها بصوت عال مصدر قوة لي على الآخرين. فمنطقياً هل تفضل أن ينعتك أحدهم بالأناني وتُجرح مشاعرك؟ أم أن تعترف أنك أناني قبل أن تتاح لهم الفرصة بشتمك؟
على سبيل المثال، يُقال لي كثيراً أنني جلفة، وأنا أعرف هذا لذلك لا أتأثر بهذا النقد السلبي. وفي بعض الأحيان أقولها قبلهم، لأنني ببساطة لم أنا جلفة، ومتى أكون هكذا أو لا أكون، وقد تحزرون أنني أقوم بفعل الجلافة عمداً، حسب تقديري للمواقف. فمن غير المنطق بالنسبة لي أن أكون ودودة مع كل الناس وأنهال بالمجاملات عليهم، فلا يستحق جميعهم هذا، إلى جانب أنني لا أعرف كيف أُجامل أصلاً.
بعض سلبياتي تعمل كغطاء أمان وحيطة لي، وتفيدني كثيراً بحكم جميع المواقف التي مررت بها وجميع أنواع الناس الذين قابلتهم.
أعترف أيضاً أنني لا أستوعب المزاح، وأعتبر عدم فهمي له عائق اجتماعي، ودائماً ما أقع في نفس الموقف، حين يمزح أحد ما معي ولكنني حرفياً لا أفهم ما يقول، نعم هذا شيء سلبي بل سلبي جداً، وعقبة في علاقاتي الاجتماعية بل قد يؤخرني عن الاندماج والتفاعل مع الناس، ولكن هذه هي طبيعتي، وهكذا يشتغل دماغي، أتوقع كل شيء من كل الناس، لهذا في الكثير من الأوقات أعتبر المزاحُ جدّاً.
أن أعرف ذاتي قبل أن يعرفها غيري، أمر في غاية الأهمية، ومنبع سلطة حقيقي، فهنا أنا أملك القوة بيدي للتصدي لجميع الانتقادات أو الاتهامات، بعض السلبيات أحتضنها وأغذيها وبعضها أعمل على تحسينها، فبعضها غير مؤذ إنما هو أصل في الشخصية. والبعض الآخر عائق حقيقي يجب التخلص منه بتطوير الذات والارتقاء على السلّم.
الاعتراف بالخطأ فضيلة حقّة وشجاعة، لا تنقص من نفس المرء شيئاً، بل هو أول قطرة لتجديد الذات وتمكينها وتحسينها. الإعتراف بالخطأ كبناء حصن يحميك، أو جدار يعزلك عن كلام الناس السلبي لأنك تعرف ما بداخلك وتحميه أو ترممه.
قد يكون الاعتراف بالخطأ صعب لبعض الأشخاص، ولكن صدقني سيريحك كثيراً في المستقبل، سيوفر عليك عناء الوقوع في المتاعب بسبب أنك تكابر، وبسبب أنك تكذب وتزيف أخطائك، يحتاج الأمر بعضاً من الشجاعة والثقة بالنفس. وسيعود بالفائدة عليك وعلى غيرك.