هل تستطيع أن تشرح لي متلازمة مانشاوسن؟

من منا لم يدعي المرض في صغره لكي يتغيب عن المدرسة، ويجلس في المنزل يشاهد أفلام الكرتون ويحصل على الاهتمام من خلال البسكويت والحليب الساخن، لعل الجميع فعل ذلك في مرحلة ما من حياتهم.

 لكن لعل وراء هذه الحيلة البسيطة يوجد طيف من الاضطرابات النفسية والذي في المجمل يلازم بعض الأشخاص بشكل دائم مما يجعل حيلة التمارض أساس وهمٍ يغشى على أعينهم ويجعل المشفى الملجأ الوحيد لأطياف الأمراض التي لا يوجد لها أثر على أرض الواقع، فماذا تسمى هذه المتلازمة، وما هي أبرز أنواعها، وكيف يستطيع المصاب التغلب على الوهم الذي تفتعله؟
 
متلازمة مانشاوسن «Munchausen’s syndrome» أو بتعبيرٍ آخر (الاضطراب المفتعل)
وهي حالة نفسية تجعل الشخص يتظاهر بأعراض مرض معين، حيث إن يدعي المرض والإصابة بأمراض نفسية أو جسدية، مما يدفعه لتمثيل دور المريض من أجل الحصول على الانتباه والاهتمام من قبل الأشخاص المحيطين به.

إن أسباب الإصابة بهذه المتلازمة ترجع في أغلب الأحيان إلى حاجة الفرد الملحة للحصول على الاهتمام والرعاية من قبل الأشخاص المحيطين به، وكرد فعل على هذه الحاجة الملحة يقوم المصاب بالتظاهر بالمرض وطلب المساعدة والاهتمام، لذلك بعض الخبراء عملوا على تصنيف هذه المتلازمة ورؤيتها على أنها نوع من أنواع الاضطرابات الشخصية (personality disorder) والتي تعني أن المصاب لديه أحد الأنماط المضطربة من المعتقدات والأفكار بخصوص ذاته والآخرين.

من منحنى آخر أثبتت الدراسات على أن السبب وراء هذه المتلازمة يرجع إلى طفولة المصاب، حيث إن تجاهل الأبوين للطفل والسوء المعاملة قد يلعب دوراً كبيراً في التأثير على نمط تفكير المصاب وجعل التمارض أو التظاهر بالمرض الملجأ الوحيد للمصاب لكي يطلب الاهتمام من خلاله ويملأ الفجوة التي تشكلت في روحه.
إن السبب وراء تسمية متلازمة مانشاوسن باسمها يرجع إلى أحد الأرستقراطيين الألمان
(بارون مانشاوسن-Baron Munchausen)
الذي عرف بسرده للقصص والأعمال البطولية الخيالية والغير قابلة للتصديق ومن هنا استنبط اسم هذه المتلازمة وتفرعت منها العديد من الأنواع المختلفة التي تميز سلوك المصابين بها ومن هذه الأنواع:

-التظاهر بأعراض الجسدية
في هذه الحالة يتظاهر المصاب بأعراض تتجسد عبر الآلام الجسدية مثل الألم في المعدة أو الصدر

-التظاهر بأعراض نفسية
في هذه الحالة يتظاهر المصاب ويدعي رؤيته لأشياء خيالية أو سماع أصوات غير واقعية.

-سعي المصاب ليصبح مريضاً
في هذه الحالة يحاول المصاب إيذاء نفسه أو تحفيز أحد جروحه للإصابة بالعدوى عن طريق ملامسته لأشياء ملوثة.

في هذه الحالات لا يقتنع المصاب بعدم إصابته بالأمراض الذي يدعي حدوثها لذلك قد ينتقل بعض هؤلاء الأشخاص من مشفى إلى آخر أو أيضاً قد ينتقلون إلى منطقة أخرى وفي بعض الأحيان قد يجرون عمليات جراحية خطرة لا داعي لها.

تتراوح أعراض هذه المتلازمة حسب الحالة الذي يمر فيها المصاب حيث إن هؤلاء الأشخاص قد يتصنعون المرض بطرق عديدة، من ضمنها:

-الرغبة الشديدة لدى المصاب لإجراء الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية.
-تاريخ مرضي للمصاب يحتوي على العديد من الأمراض بشكل متضارب.
-ظهور أعراض جديدة لدى المصاب عند ظهور نتيجة الاختبارات الطبية السلبية.
-شعور المصاب بالراحة عند دخول المستشفى.
-لمعرفة الطبية الواسعة لدى المصاب بحيث أنه يصف الكتب الطبية والمستشفيات والمصطلحات الطبية المتعلقة بمرضه المزعوم.

إن علاج هذه المتلازمة يعتبر من التحديات التي تواجه الأطباء حيث إن أغلب المصابين بهذه المتلازمة يرفضون الاعتراف بإصابتهم.
لذلك يتبع الخبراء في علاج الحالات الناتجة عن متلازمة مانشاوسن أسلوب العلاج المعرفي السلوكي الذي يعتمد على تعديل سلوك الفرد وعلاج وحل المشاكل النفسية التي ينتج عنها هذا السلوك وتقديم المساعدة لإيجاد حلول لاحتياجاته النفسية والاجتماعية.

يتجسد العلاج على شكل علاج نفسي يمثل الإرشاد ويرتكز على تغيير سلوك الفرد وتفكيره، وقد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى العلاج الأسري الذي يتضمن تقليل من شعور العزلة الذي يمر به الفرد وشعور عدم وجود الاهتمام.

(الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى)
لعل تلك المقولة تلخص العديد من الكلمات التي يجب أن نخبرها للمصاب بمتلازمة مانشاوسن، والتي من الممكن أن تترك أثراً يجعله يقدر مقدار النعمة التي تكلل روحه. 

     هل سبق لك وان تعرفت على شخص دائم المرض، وعندما يتم الكشف عنه يتضح انه سليم تمامًا. هل شككت أنه قد يكون متظاهرًا لا أكثر؟ ما السبب وراء ذلك في رأيك؟ هل تصدق أن هنالك الكثيرون مما بفهلون ذلك، وهم المندرجين تحت متلازمة مانشاوسن هذا؟

     أما تعريف متلازمة مانشاوسن فهي حالة إما أن تكون سلوكية أو نفسية، يتظاهر فيها الشخص بأنه مريض، فإما أن يتمارض بأمراض جسدية أو أمراض نفسية. أما السبب فغالبًا ما يكون للفت الانتباه والحصول على الاهتمام بشكلٍ مفرط. فالهدف هو الاهتمام لا المنفعة المادية في الغالب.

     أما عن التسمية فهي كناية عن الارستقراطي الألماني بارون مانشاوسن، الذي كان مشهورًا ببطولات وقصص خارقة وشرسة لا يمكن تصديقها.

     يتنوع الأشخاص أصحاب هذه المتلازمة حسب سلوكاتهم:

     وهل تصدق أن أصحاب هذه المتلازمة قد يصلون لمرحلة إجراء عمليات جراحية بلا سبب!! هذا غير أوقاتهم الطويلة التي يقضونها في المستشفيات فقط للفت النظر إليهم.

     واجه العلماء والأطباء صعوبة في تحديد أسباب هذه المتلازمة، فإن الأمر لم يكن يتضح بتلك السهولة. إلا أن البعض رأى أنها نوع من أنواع اضطرابات الشخصية، حيث يملك الشخص أنماط مضطربة من المعتقدات والمشاعر والأفكار حول ذاته والآخرين، لذلك يتصرفون بناءًا على ذلك تصرفات لا يمكن تفسيرها منطقيًا، فهي غير مفهومة وغير طبيعية.

     أما البعض الآخر فقد ظن أن السبب يكمن في طفولة الشخص، حين كان الأهل لا يولون الاهتمام الكافي للطفل، إلا حين يصيبه المرض. لذا يبدأ الشخص باللجوء للتمارض حتى يلفت النظر إليه ويشعر بالإهتمام من أسرته. كل تلك ما هي إلى طرق تطوير للمرض، أما السبب الأساسي ما زال مجهولًا إلى اليوم.

     جرت دراسات حول هذا الأمر للبحث عن الفئة الأكبر التي تعاني من هذه المتلازمة، فوجد أن الأغلبية تقسمت على فئتين. كانت منهم السيدات من عمر ال20 - 50، والرجال من الغير متزوجين خاصة في الأعمار ما بين 30 - 50.

     أما عن الأعراض فهي كثيرة ومتنوعة. منها التاريخ المرضي الطويل والمتضارب، التعرض للكثير من العمليات الجراحية ووضوح الجروح الناتجة عنها، وغالبًا ما يشعر صاحب المتلازمة بالراحة أكثر في المستشفيات. والكثير الكثير من الأمور التي يطول تعدادها.