لقد انتشر هذا المرض بين قلوب أهل هذا الزمان آخر الزمان وتفشّى تفشّي الفتن في كل مكان ولكن لأن الناس في غفلة عن ربهم لا يسعون لمداواة أمراض قلوبهم رغم أن أسقام القلوب أشد خطورة من أسقام الأجسام لأنَّ بها هلاك الإنسان في الدنيا والآخرة إن لم يتدارك نفسه ويقوم بعلاجها ومداواتها. ولقد أصبحنا في زمن قست فيه القلوب فحُجبت عن حضرة المحبوب علّام الغيوب. وعلاج قسوة القلب هي في التوبة والرجوع إلى الله أولا ثم الإكثار من ذكر الله ومن الصلاة على رسول الله لأن كثرة الذكر تليّن القلب وتحييه وتجلو عنه الران الذي تراكم عليه. ومن أعظم ما يعالج به قسوة القلب الإحسان إلى الفقراء والمساكين ومواساتهم وجبر خواطرهم وقضاء حاجاتهم والمسح على رأس اليتيم وإدخال السرور على قلبه. وكذلك كثرة الإستماع إلى القرآن الكريم ترقِّق القلب وهنالك فرع في العلوم يُسمّى بالرقائق يُعنى بترقيق القلوب وتقريبها إلى حضرة علّام الغيوب وأكثر من تكلم فيه واشتهر به الزهاد والعبّاد من الصوفية المتّبعين للكتاب والسُّنة.ولهم فيه مؤلفات وكتب قيّمة ومفيدة وممتعة.