لأنهم ابتعدوا عن الله الرحمن الرحيم وانقطعوا عن الصلة بالرحمة المهداة الذي أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين وقد قال تعالى على لسان نبيه عليه صلوات الله وسلامه "الراحمون يرحمهم الرحمن" و"إرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء" لكن حب الدنيا والحرص والجشع والطمع في المال جعل الناس تتنازع وتتصارع فيما بينها كالوحوش في البرية وكأنهم قد فقدوا الخصائص الإنسانية وكما قال نبي الرحمة :"حُب الدنيا رأس كل خطيئة" فالإنسان إذا استولى على قلبه حُب الدنيا فيمكن أن يبيع دينه وقيمه ومبادئه وأخلاقه ويتخلّى حتى عن أقرب الناس إليه مقابل الحصول على متاع الدنيا ويمكن للوصول إلى رغباته وغاياته المادية أن يسرق ويشتم ويؤذي ويضرب ويقتل ويقوم بكل الأعمال التي تفتقد إلى الرحمة . وهذا ما نشاهده في عالمنا المعاصر هذا عالم التمدّن والحضارة المادية حيث غرق ملايين الناس في معاناة حقيقية ومآسي لا حد لها وبؤس وتعاسة نتيجة خلو القلوب من الرحمة وتكالبها على الدنيا وإفراط النفوس الأمارة في القسوة والأنانية. ولا علاج لذلك كله إلا بالرجوع إلى الله وإلى الصلة القلبية برسول الله الذي هو الرحمة الإلهية لكل البشرية.