أولاً: في البداية يجب أن تعلم أن مصدر الشك هو الشيطان الرجيم، ففي الحديث الصحيح الذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: الله خلق كل شيء، فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله، وفي اللفظ الآخر: فليستعذ بالله ولينته) متفق عليه.
ثانياً: الاستعاذة من الشيطان الرجيم دائماً، قال الله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) سورة فصلت: 36.
- ففي هذه الآية توجيه رباني أن من وجد وسوسة الشيطان عليه أن لا يتحدث بتلك الوسوسة بل يحرم عليه ذلك، وأن يستعيذ بالله تعالى منه ليكفيه شر وسوسته وفتنته. وأنه لا يدفع كيده إلا الاستعاذة بالله تعالى منه
ثالثاً: عليك التحصن بكتاب الله تعالى (القرآن الكريم) فهو حبل النجاة لكل من أراد الفهم والإيمان وحسن التصرف والبعد عن الشك والريب، لأنه منزل من عند الله تعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن الشك إلى اليقين بالله تعالى.
- فما من مسلم يتدبر كلام الله تعالى إلا ويعرف أنه الحق وعرف أنه كلام الله وعرف أنه لا ريب فيه ولا شك فيه، وفيه الإخبار بالجنة والنار وإخبار بالرسل الماضين، وما جرى لهم وما جرى عليهم، وفيه إخبار عما كان وعما يكون، فمن تدبره جاءه برد اليقين وعرف أن الحق هو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعرف أن ما تضمنه كتاب الله هو الحق والهدى من أمر الجنة والنار.
كما عليك التحصن بالحديث النبوي (السنة النبوية) وامتثال أمر الله تعالى واجتناب نواهيه، كذلك امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتهاء عن كل ما نهى عنه.
رابعاً: كما عليك بالالتجاء إلى الله تعالى للاعتصام بحوله وقوته بالمجاهدة والرياضة، فإنهما مما يزيل البلادة، ويصفي الذهن، ويزكي النفس.
خامساً: ومن أسهل طرق العلاج من الشك هو تركه والابتعاد والإعراض عنه
وفي هذا العلاج يقول القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم: إن الخواطر على قسمين:
القسم الأول: الخواطر غير المستقرة، فهي التي تُدْفَع بالإعراض عنها، على هذا يحملُ الحديث، وعلى مثلها يطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرًا طارئًا على غير أصل دُفِع بغير نظر في دليل، إذ لا أصل له يُنَظرُ فيه.
القسم الثاني: الخواطر المستقرة، التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا باستدلال ونظر في إبطالها، ومن هذا المعنى حديث: لا عدوى - مع قول الأعرابي: فما بال الإبل الصحاح تجرب بدخول الجمل الأجرب فيها - وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه اغتر بهذا المحسوس، وأن الشبهة قدحت في نفسه، فأزالها عنه صلى الله عليه وسلم من نفسه بالدليل، فقال له: فمن أعدى الأول؟ بسط هذا أنه صلى الله عليه وسلم كأنه قال له: إذا كنت تقول إن هذه الجربة جربت من هذا العادي عليها، فهذا العادي أيضا ممن تعلق به الجرب؟ فإن قلت: من غيره ألزمناك فيه ما ألزمناك في الأول حتى يؤدي ذلك إلى ما لا يتناهى أو يقف الأمر عند جمل وجد الجرب فيه من غير أن ينتقل إليه من غيره، وإذا صح وجود جرب من غير عدوى، بل من الله سبحانه، صح أن يكون جرب هذه الإبل من نفسها لا من غيرها.
سادساً: عليك بقراءة كتاب (رحلتي من الشك إلى الإيمان) للدكتور مصطفى محمود، بحيث لو كان هناك أي شك في الدين فإن هذا الكتاب سيجيب عن جميع التساؤلات التي تخطر على بالك.
- والله تعالى أعلم.