الوسواس دائما للمصلي لا ينبغي أن يلتفت إليها فيجب الإعراض عنها.
- فمهما شككت في قول التشهد فلا ينبغي الالتفات إلى هذا الشك واترك هذا الوسواس وتابع صلاتك وفي هذه الحالة لا يلزمك سجود سهو، لأنك ليست متيقن بأنك تركتها
- فاسمع لما رواه عثمان بن أبي العاص حينما قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عني.)
رواه مسلم.
- لكن إذا تيقنت أنك تركت قول التشهد، وتذكرت حين القيام فعليك أن ترجع وتجلس لتأتي بالتشهد، ثم تقوم وتكمل صلاتك وتسجد للسهو أيضاً، ولو رجعت جهلاً منك فلا حرج عليك، وصلاتك صحيحة بإذن الله تعالى ومن ثم تسجد للسهو سجدتين قبل أن تسلم، كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام. - ومن المعروف بأن الشيطان له دورا كبيرا في الوسوسة أثناء الصلاة، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.) رواه أحمد وأبو داود.
- ومعنى ذلك أن لا يلتفت المسلم إلى هذا الشيء الذي يزعج ويقلق.
- وينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه في التغلب على الوسواس الذي يصيبه في عبادته وخصوصا أثناء الصلاة فعليه أن يتخلص من ذلك:
1- أن يكثر من قراءة القرآن الكريم وأن يحافظ على الاستغفار والذكر وخصوصا الذكر الذي يمنع الشيطان من الوسوسة وأن لا يغفل عن أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، ودخول المنزل والخروج، ودخول الحمام والخروج منه، وأن يحافظ على التسمية عند الطعام والحمد بعده،
2- الإلحاح إلى الله تعالى بالدعاء ويكون بصدق وإخلاص في أن يذهب الله عنك هذا الوسواس
3- أن تحافظ بشكل مستمر على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وعدم الاسترسال مع خطوات الشيطان الخبيثة في الوسوسة، فلا يوجد أنفع وأفضل من إعراض عن الوسواس،
ويروى أنه جاء عن بعض الصالحين الذين ابتلوا بوسوسة الشيطان الرجيم أنه كان يقول للشيطان إذا وسوس له بعدم صحة صلاته أو وضوئه إذا انتهى من الوضوء أن يقول له: لا أقبل منك حتى تأتيني بشاهدي عدل على ما تقول.!!
فمن خلال هذا الكلام نجد أن أعظم العلاج للوسواس هو الإعراض عنه وعدم تصديقه في عدم صحة ما قمت به، لأن الشيطانسييأس من ذلك وينصرف عنك خائبا.
ولنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عبرة فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يأتي أحدكم الشيطان فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.) رواه مسلم فينبغي أن يتعود المسلم على الإستعاذة من الشيطان الرجيم دائما
فبهذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم على أنه من ابتلي بهذه الوسوسة إلى الإعراض عن هذه الخواطر التي تأتي من الشيطان، وأن يلتجأ إلى الله تعالى في إذهابه، وترك الاسترسال معه، لان التمادي واللإستسلام للوسوسة لا يقف عند حد، فإن اعتقدت بأن إعادة السجود أو الركوع أو قول التشهد علاج فإنك مخطئ، ولن تجد في ذلك نفع لك إلا إذا توقفت وأعرضت عن تلك الوسوسة بأن تبني صلاتك على يقينك بأنك أتممتها كاملا
والله أعلم.