أولاً: عليك أن تعلم أن ضيق صدرك من وسواس التفكير بالشرك والعياذ بالله هو دلالة على خير فيك وإيمان عندك بحمد الله يجعلك تضيق صدراً بمثل هذا الوسواس.
روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره، كما قالت الصحابة: يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: ذاك صريح الإيمان - وفي رواية: ما يتعاظم أن يتكلم به، قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة - أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان".
فالشيطان لما يوسوس لك بواسوس الشرك فهذا دليل على ضعفه وإيمانك لأنه جاءك من هذا الباب وهذا الوساوس بخلاف المنافقين والكفار وضعفاء الإيمان الذين يتلاعب بهم كيف شاء، وكراهتك وضيق صدرك بهذه الوساوس دليل أن عندك إيماناً يجعلك تنفر وتضيق ذرعاً بمثل هذه الوساوس بحمد الله.
ثانياً: أما علاج هذه الوساوس فعليك بأمور:
1. أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتلجأ إليه سبحانه طالباً منه أن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره.
2. عليك أن تنتهي عن مثل هذه الوساوس يعني تحاول قطعها ولا تنشغل بها وتتبعها وتهتم بها وتنقب عنها وتحاول البحث عن جواب لكل وسوسة، فإن وساوس الشيطان لن تنتهي، وتتبعك لها سيرهقك ويزيدك ضيقاً على ضيق.
وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إلى النقطتين السابقتين في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال (يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَن خَلَقَ كَذا وكَذا؟ حتَّى يَقُولَ له: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فإذا بَلَغَ ذلكَ، فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَهِ.).
3. حاول الانشغال بما هو نافع من أمور دينك ودنياك، لأن الفراغ مجلبة للوساوس وكثرة التفكير، بينما الانشغال بما هو نافع يجعلك لا تجد وقتاً لمثل هذه الوساوس.
4. حصن نفسك بالعلم النافع من مصادره الموثوقة، فالعلم هو الذي تستطيع به دفع الشبه الواردة عنك.
5. إذا أشكلت عليك شبهة معينة ولم تعرف جوابها فعليك سؤال أهل العلم الذين تثق بهم من أهل الذكر، فستجد عند أحدهم ولا بد الجواب النافع إن شاء الله.
والله أعلم