أهلاً بك، أولاً لست وحدك من يعاني من هذا الأمر، وثانيًا تعال لنساعدك من خلال بعض النصائح البسيطة.
ولكن بدايةً أريد أن أسألك، إذا مررت من أحد زملائك في العمل أو صاحب البقالة التي بجانب منزلك، ونظر إليك نظرةً سيئة، هل ستتأثر قليلاً ثم تتجاهلها وكأن شيئًا لم يكن؟ أم سوف تأخذ الأمر على محمل شخصي وتشعر بالسوء تجاه نفسك، وتستمر في مساءلة نفسك وتأنيبها لأيام أو أسابيع وربما لفترة أطول من ذلك؟ إذا كان موقفك هو الخيار الثاني، فأنت بالتأكيد تعاني من الأفكار السلبية والتي تمنع عنك مواجهة المجتمع بشكل مريح.
تتساءل أنت هنا، ما الحل؟ فإن الأفكار السلبية تُحزنك، وتُثير قلقك، بل وتحرمك من متعة يومك، وقد تؤثر على صحة بدنك! إليك نصائح بسيطة في كيفية التعامل مع الأفكار السلبية:
- فكّر بأنّها هذه كلها مجرّد أفكار! لمَ كل هذا القلق والضجة؟! أنت لا تستحق الشعور بكل هذا الثقل، والدنيا أوسع بكثير من التفكير بشيء لا يؤثر على مصيرك تأثيرًا حقيقيًا.
- تذكّر أن الأفكار الإيجابية لها تأثير رائع على صحتك، أهمّها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقوية جهازك المناعي، وخفض التوتر والقلق، وتجنّب مشاكل المعدة والأرق وغيرها، أنت تحتاج إلى صحة أفضل، لا تؤذيها بالأفكار السلبية.
- شارك مشاعرك مع المقرّبين الذي تثق بهم، فإن كل شخص لديه أفكاره السلبية من وقت إلى آخر، والتحدث مع أحد ومشاركته قد يساعد في التخلص منها أو تهدئتها.
- خذ وقتًا لتشكر الله على النعم، وتكن مقدرًا لها، فإن هناك أشياء كثيرة من حولك يجب أن تكون شاكرًا لها.
- غيّر أسلوب حياتك إلى الأفضل، إذ عليك أن تأكل جيدًا، وتنام جيدًا، وتكون نشيطًا بدنيًا؛ لتشعر بالإيجابية أكثر تجاه نفسك وحياتك.
والآن، كُن أقوى أمام المجتمع، بعقل صافٍ لا تتحكم فيه المشاعر السلبية، واتبع الاستراتيجيات النفسية الآتية:
- كُن صديقًا لنفسك، فإننا أحيانًا نكون أقسى على نفسنا ممن حولنا، ولذلك، ارحم نفسك، وقُل لنفسك في لحظات الضعف الكلمات التي ستقولها لصديقك المقرّب.
- احتفظ بصورة شخصية سعيدة لك وأنت طفل في الأماكن التي يكون فيها أحيانًا التوتر عالٍ، مثل مكتب العمل، أو على هاتف العمل أو هاتفك بشكل عام، وتذكّر أن التواصل مع الطفل الصغير بداخلك يمكن أن يحسّن من الطريقة التي تتحدث فيها مع نفسك الراشدة والبالغة، وسوف تزيد من التعاطف مع ذاتك في كلّ مرة تريد أن تفكر فيها بسلبية أو قسوة مع نفسك.
- توقّف عن فرض الأوامر على نفسك، ولا تقل عبارات "ينبغي" "عليك أن" "يجب أن" مثل يجب أن أكون متزوجًا ولدي أطفال الآن، أو يجب أن لا أطلب المساعدة، أو يجب أن تكون بشرتي أجمل من ذلك، أو يجب أن يكون لدي المزيد من الأصدقاء، أرجوك توقف! فكر بالموقف بشكل واقعي، واسأل كيف تخفف من نفسك؟ وما المبادئ التي تناقلت إليك منذ صغرك وكانت السبب في ضغطك الآن؟ هل تغييرها يخفف عن الضغط؟
- إذا كنت تعاني من موقف أرهقك فكريًا، ارسم دائرة القلق، يعني ارسم دائرة، واكتب بداخلها كل الأفكار المقلقة والمرهقة لديك حول هذا الأمر والتي يمكنك التحكم فيها، واكتب خارج الدائرة الأفكار المقلقة التي ليس لديك قدرة على التحكم فيها، يعني مثلاً، لو لديك مقابلة عمل، فإن الأفكار المقلقة
- الممكن التحكم فيها هي ارتداء شيء أنيق يجعلك تشعر بالثقة العالية، والتدرب على إجابات الأسئلة المحتملة، والبحث عن الشركة أكثر، أما بالنسبة للأفكار التي لا سلطة لك عليها، هي ما الذي سوف يُطلب منك أثناء المقابلة، وكيف سيكون أداء المرشحين الآخرين، وتفاصيل أخرى أنت لا تتحكم فيها، قم بإزاحتها عن تفكيرك، وفكّر بما لديك سلطة عليه.