تشير الدراسات إلى أن التأقلم يبدأ باستخدام نمط المواجهة النشطة الذي يتضمن وعيا بأسباب الشعور بالتوتر والضغط وعدم الراحة ومن ثم العمل على تقليل النتائج السلبية المترتبة على النفس نتيجة الوجود في محيط وبيئة غير مريحة وذٰلك باستخدام آليات معينة تتضمن ما لديك من سلوكيات، ومشاعر، وأفكار، وهنا لا بد من التحذير من استخدام المواجهة التجنبية كوسيلة للتأقلم حيث إن اللجوء للهرب من البيئة وممارسة أنواع من السلوك الانسحابي هو طريقة للتكيف والتأقلم إلا أنه يرتب الكثير من المشكلات وخاصة النفسية لأنه لا يتعامل مع المشكلة بشكل حقيقي.
ومن الاستراتيجيات التي يمكن اللجوء إليها والتي تساعد على التأقلم:
- اللجوء للدعابة؛ البحث عن الجوانب المسلية في البيئة التي لا تتناسب من ميولك وإعادة النظر إليها بشكل إيجابي يساعد في تجاوز المشاعر السلبية الصغيرة والبسيطة.
- اللجوء للدعم؛ كان تتواصل مع أحد من الأصدقاء لطلب الدعم النفسي ولتخفيف أثر ووطأة الأمر عليك، حيث تشير الدراسات أن طلب الدعم النفسي وسيلة فعالة للحفاظ على الصحة العاطفية والنفسية عند مواجهة أمور غير مرغوب فيها مما يساعد على التكييف والتقبل والتأقلم.
- اللجوء لاستراتيجية حل المشكلات؛ حيث إن هٰذه الاستراتيجية تهدف لتحديد مصدر المشكلة وتحديد حلول ممكنة، وهنا وفي البيئة التي لا تتناسب معك يمكن أن تحدد الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول إما بطرق تعاملك مع البيئة كوضع الحدود للسلوكيات بالنسبة لك أو التحكم بالعواطف والانفعالات السلبية أو التحكم بطريقة التفكير مما يساعدك على التأقلم.
- الاسترخاء والاستجمام الجسدي؛ يساعد الابتعاد عن البيئة للحصول على بعض الوقت للتفكير في الوضع العام ومحاولة استيعاب المحيط على تقليل الشعور السلبي والتأقلم، فيمكن التفكير في هٰذه المرحلة بأن هٰذه البيئة هي مفروضة لٰكن يمكن التعامل معها مهما كانت سيئة.
- توقف عن وضع التوقعات؛ إن الوجود في بيئة لا تعجبك يتطلب منك أن تتوقف عن وضع توقعات، لأن مثل هٰذا الأمر سيزيد من شعورك بالتوتر والقلق وعدم الراحة، خاصة عند مخالفة التوقعات الواقع، حاول أن تعدل على التوقعات قدر الإمكان وفي حال كان الأمر غير ممكن توقف عن التوقعات بشكل كامل.
- ابتعد عن لوم الذات؛ إن إلقاء اللوم على الذات لوجودك في هٰذه البيئة سيزيد من سعورك بالسوء وسيقلل من احترامك لذاتك ونفسك وسيشعرك بالاكتئاب، حاول أن تستوعب الوضع الذي أنت فيه حاليا وتفاعل معه بإيجابية قدر الإمكان وتحمل القدر المستطاع من المسؤولية التي تمكنك من إصدار سلوكيات تعالج الشعور بالسوء مثل محاوله الاستمتاع والبحث عن أنشطة معينة تحقق لك الرضا.
ومن وجهة نظر شخصية ومن تجربة شخصية يمكن أن أقدم لك بعض الحلول للتأقلم:
- ابحث عن السبب؛ قد يكون الحكم على البيئة بأنها لا تعجبنا لأنها لا تتناسب مع معايرنا الصحية أو الأخلاقية أو الاقتصادية، حاول إيجاد بديل شخصي في هٰذه البيئة إن أمكن، أو حاول أن تجد بديل نفسي للتعامل مع البيئة الحالية، قد تضطر في بعض الأحيان لإيجاد بعض المحفزات الوهمية المؤقتة التي تساعد على إنجاز أمور معينة ومثل هٰذا الأمر تواجدك في بيئة لا تعجبك، فهنا قد تلجأ للحديث النفسي الذي تقول فيه بأن وقت وجودي في هٰذه البيئة بسيط ولا بد أن استغلت بشكل سعيد فهٰذه الحياة حياتي وشعوري بالقلق والتوتر وعدم القبول لن يترك أثر سلبي إلا علي أنا.
- طور نمط فكري لكل ما هو جديد؛ إن التعامل مع البيئة من حلوك على أنها مغامرة لا بد من تجربة كل ما فيها، أمر يساعدك على تطوير المرونة والتقبل للمحيط ويساعدك على التأقلم مع كل جديد وهنا يمكن القول للنفس أن الحياة تجارب يجب أن أجرب كل شيء فيها وإن كان لا يعجبني فهٰذه التجربة فرصة لعيش أمر مختلف ولاكتساب معرفة جديدة.
- توقف عن الإنكار وتقبل البيئة؛ إن الاستمرار في نكران البيئة وعدم تقبلها، سب في أن تعيش ولو لفترة بسيطة بتوتر وقلق، وعليه لا بد أن تتقبل البيئة حتى تتمكن من التعامل معها بطريقة صحيحة.
- التوقف عن التفكير بسلبية؛ إن الواقع الحالي لن يتغير وهٰذا هو الخيار الوحيد؛ بيئة لا تتناسب معك، وبتالي لا بد من التوقف عن التفكير بسلبية وبدء البحث والتفكير عن مواضع الأمور الإيجابية من حولك، هٰذا الأمر يساعدك بتقليل الأثر السلبي النفسي الناتج عن وجودك في مكان لا يعجبك، ويقلل من ردود أفعالك السلبية تجاه المحيط.
- ابدأ بتفاعل؛ عند البدء بالتفاعل مع البيئة وإن كانت لا تتناسب مع ميولك واهتماماتك ستكتشف أمور لم تكن ظاهرة لك وقد تستمتع في أدائها، ركز على الأمور الجانبية في البيئة الكلية التي أنت فيها وابدأ بتقدير هٰذه الجوانب حتى تتمكن من الاستمرار في التواجد.
المصدر:
- semel.ucla.edu/ How Do You Cope
131 مشاهدة
