هل المسلم الذي لا يعلم شيء عن أركان الإيمان كافر؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أركان الإيمان هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان بها في الجملة شرط لصحة الإيمان، أما معرفة التفاصيل فليس بشرط لصحة الإيمان، فالحكم على هذا الإنسان بالإيمان أو الكفر يختلف بحسب طبيعة الجهل الذي عنده:

- فإن كنت تقصد بقولك (لا يعلم شيئاً عن أركان الإيمان) حقيقتها، فهو لا يعرف أن الله هو الإله الواحد المستحق للعبادة وأنه لا رب سواه ولا يعرف أن محمداً هو رسول الله خاتم الأنبياء ولا يعرف أن هناك بعد الموت يوماً سيبعث به للحساب والعقاب وهو اليوم الآخر، فهذا لا يكون مسلماً أصلاً.

لأن الدخول في الإسلام لا بد من فيه من النطق بالشهادتين مع فهم معناهما في الجملة وهو إقرار العبد أنه لا معبود بحق إلا الله وأن محمداً هو رسول الله الذي يجب طاعته فيه أمره ونهيه، فمن لم يعرف هذا الأمر ويقر به وينقاد له فهو كافر ولا شك.

ثم إن كان عدم معرفته لأنه يعيش في مناطق لا يجد فيها من يعلمه كبعض ما يقال عن قبائل في غابات إفريقيا، فهؤلاء يبعثون يوم القيامة ويمتحنون فمن نجح دخل الجنة ومن خسر دخل النار.

أما من كان وصله علم بذلك ولكنه هو الذي قصر في البحث وانشغل بدنياه فهو كافر في الدنيا والآخرة ومحاسب على كفره هذا.

- أما إن كنت تقصد
بعدم معرفته بأركان الإيمان أنه لا يعرف تفاصيلها مع إقراره بها من حيث الجملة، فهو يؤمن بالله رباً وإلهاً واحدا لا معبود سواه ولكنه يجهل صفات الله وأسماءه ويؤمن بالملائكة جملة ولا يعرف عنها سوى ذلك، ويؤمن بمحمد رسولاً ونبياً ويقر بسائر الأنبياء وإن كان لا يعرف شيئاً عنهم وعن أسمائهم، ويقر بالقرآن وأي كتاب لله وإن كان لا يعرف تفاصيلها ويقر باليوم الآخر وإن كان لا يعرف عنه شيئاً.

فمثل هذا مسلم ما دام لا ينكر أي شيء مما نص الله عليه في كتابه، لأنه بإيمانه بالجملة بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً دخل في الإسلام، وعليه أن يعقد قلبه على الإيمان بكل شيء من عند الله وإن جهله، ويكون إيمانه ناقصاً على كل حال.

- وإن كان سؤالك معناه: عن بعض الناس الذين يولدون مسلمين لأن آباءهم مسلمون، فهم في وثائقهم الثبوتية مسلمون، ولكنهم أعرضوا عن الإسلام وتعلمه وانشغلوا بحضارة الغرب وانبهروا بها، فلم يتعلموا شيئا من أمور دينهم لا صلاة ولا زكاة ولا صياماً ولا حجاً ولا يقرأون ولا يعرفون شيئاً عن أركان الإيمان، وإنما هم مسلمون لأنهم ولدوا لآباء مسلمين فقط لا أنهم خضعوا لهذه الدين فعلاً وتعبدوا الله به كما قد تجد في بعض أبناء المهاجرين إلى أوروبا ودول الكفار الأخرى، فمثل هؤلاء ليسوا بمسلمين.

لأن الإسلام ليس كلمة تكتب على ورقة ثبوتية كجواز السفر! وإنما هو دين يجب على الإنسان أن يتعبد الله به، ويدين له، فإعراضه عن تعلم أمور دينه مطلقاً مع إمكانية هذا التعلم هو إعراض عن الله ورفض للخضوع له، وهذا كفر ولا شك، وهو الذي يسميه العلماء كفر الإعراض.

فليس الكفر هو التكذيب فقط، بل قد يكون بالإعراض أيضا عن دين الله.

لأن الإسلام معناه الاستسلام لله والخضوع له، فمن لم يخضع لأمر الله ويلتزم بحكمه فليس مستسلماً له.

والله أعلم





  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة