ما حكم من هو مسلم ولا يعرف أركان الإيمان، هل يعد كافرًا؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٧ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يختلف حكم المسلم الذي لا يعرف أركان الإيمان بحسب اختلاف طبيعة وحدود وسبب عدم المعرفة بهذه الأركان.


فأركان الإيمان هي الأركان الستة المعروفة التي أَخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أركان الإيمان المشهور بحديث جبريل المشهور، وهي:

  •  الإيمان بالله.
  •  الإيمان بالملائكة.
  •  الإيمان بالرسل -عليهم السلام-.
  •  الإيمان بالكتب المرسلة.
  •  الإيمان باليوم الآخر.
  •  الإيمان بالقدر خيره وشره.

وعدم معرفة من ينتسب للإسلام بهذه الأركان يحتمل صورتين:


الصورة الأولى: أن يكون المقصود به هو عدم معرفته بتفاصيل هذه الأركان مع إيمانه بها على وجه الإجمال، فهو يعرفها على وجه الإجمال ويجهلها على وجه التفصيل.


فهو مثلاً يؤمن بوجود الملائكة ولا يعرف أي شيء عنها وعن خلقها وصفاتها وأسمائها، ويؤمن بوجود كتب سماوية ولكن لا يعرف تفاصيل هذه الكتب وعددها وعلى من أُنزلت، ويؤمن باليوم الآخر والبعث والنشور ولكنّه لا يعرف ماذا سيحصل في هذا اليوم العظيم.


فمثل هذا حكمه أنه مسلم ناقص الإيمان، ما دام يشهد أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ويؤمن بالقرآن على وجه الجملة وما جاء فيه، وإن لم يكن يعرف تفاصيل ما ورد فيه، ولم يقع في ناقضٍ من نواقض الإسلام، إذ ليس من شرط صحة الإيمان المعرفة بتفاصيل أركانه، وإنما يكفي المعرفة بجملة أركانه.


الصورة الثانية: أن يكون المقصود بعدم المعرفة هو عدم المعرفة بأصل هذه الأركان، فهو لا يعرفها جملة ولا تفصيلاً.


فمثلاً لا يعرف بوجود الملائكة، ولا يعرف بوجود كتب سماوية، ولا يعرف بوجود يوم آخر وبعث ونشور وحساب.


فمثل هذا لا يُتصوّر أن يكون مسلماً أصلاً إلا إذا كان المقصود بإسلامه أنّه وُلد من أبوين مسلمين، أو يعيش في بلادٍ إسلامية ولكنّه يسكن في مناطق بعيدة عن العلم والمدنية، فلم يصله أي علم بذلك.


وحكم هذا الشخص يحتمل عدّة اعتبارات:

  •  إذا كان يؤمن بوحدانية الله ونبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسبب عدم معرفته بباقي الأركان هو عدم وجود من يُعلّمه، وبسبب سكنه في مناطق لم يصلها دعاة أو علم، فهو مسلمٌ في الجملة ومعذور بجهله؛ لأنه لم تقم عليه الحجة الرسالية التي يكفر مخالفها.
  •  إذا كان سبب جهله هو إعراضه وعدم رغبته أو عدم اهتمامه بالتعلم مع إمكانية ذلك وتوفر جميع أسبابه، فهو كافر لجلهه بأركان الإيمان وغير معذور بجهله.
  •  من كان لا يؤمن بوجود الله ووحدانيته ويجهل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو لا يُسمّى مؤمنا، ولو كان معذوراً بجهله لعيشه في مناطق لم يبلغها علم -وإن كان هذا قليل جداً في زمننا-، وهم من يُسمّيهم العلماء أهل الفترة، فالراجح والله أعلم أنّهم يُمتحنون يوم القيامة، فمن نجح منهم دخل الجنة ومن خسر دخل النار.

هذا والله تعالى أعلم وأجلّ.