الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان الستة : ومن أنكر ركناً من أركان الإيمان يعتبر كافراً بالله تعالى - وخرج من دائرة الإيمان وملة الإسلام - والأدلة على الإيمان بالقدر كثيرة منها :
1- قال الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [سورة القمر:49]
2- وقال تعالى : (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [سورة الحديد:22]
3-وقال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (سورة الأنعام:125)
4- قول النبي - صلى الله عليه وسلم في تعريفه للإيمان قال : "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" رواه مسلم.
5 وفي وصايا الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنه لإبنه بيّن له أن الشخص لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر :فعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني.
6- وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة"
- وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار" أخرجهما أحمد .
7-وعن ابن الديلمي قال: "أتيت أبي بن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي. فقال: لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار". قال: فأتيت عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح. رواه الحاكم في صحيحه.
8- كما ورد عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: "والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر".
- فمن هنا يتبيّن لنا أهمية الإيمان بالقضاء والقدر ، وأن من أنكر القدر فليس بمؤمن .
- والذين ينكرون القضاء والقدر هم ( القدريّة النفاة ) الذي نفوا القدر - وهذا القول كفر بالله تعالى، وتكذيب للمعلوم من الدين حتما.
- وأما القدرية الذين يثبتون علم الله بأفعال العباد، لكن ينكرون خلقه ومشيئته لها، فإن المشهور عن السلف عدم تكفيرهم، وإن حُكي عن بعضهم -كالإمام أحمد- روايتان في تكفيرهم.
- أما مستند منكري القدر في معتقهم :
1- أنهم نفوا القدر عن الله تعالى بالكلية : واعتقاد أن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها.
2- ومعظمهم يقول بأن الله لم يخلُقْ أفعال العباد، وأن الإنسان مجبور على أفعاله وأن إرادة الإنسان وقوة روحه أو قوة تركيزه أو عزيمته هي وحدها المؤثرة، فإنه لا يقع في كون الله تعالى إلا ما يشاؤه، ولا يستطيع العبد أن يفعل شيئاً إلا إذا أراد الله تعالى ذلك.
- وأول من قال بالقدر: معبد الجهني البصري في أواخر عهد الصحابة، وأخذ عنه غيلان الدمشقي، وقد تبرأ منهم من سمع بهم من الصحابة كعبد الله بن عمر وأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك وعبد الله بن أوفى وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم.
- ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من القدرية فقال : : (القدريَّة مجوس هذه الأمة، إن مرِضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم) (حديث حسن) صحيح أبي داود للألباني