هذا السؤال يبنى على ماقبله من الوقائع والحقائق التي وجد الناس من أجلها قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.
ويقول حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير إلا ليعبدون أي إلا ليعرفون ،،
إذن المسألة هي معرفة الله تعالى
وطاعته في ما وكل إلينا وفي الأمانة التي عهد بها إلينا .
وقد أشهدهم ربهم وهم في عالم الذر : {ألست بربكم ؟ قالوا بلى }
إن من نقض عهده مع الله هل يستحق رضوانه ؟
وربنا سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو الحكم العدل لا يحب لعباده الكفر ،فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فالمسألة تبدأ من أين أتيت وإلى أين ومتى؟
ليس الكفار وحدهم أهل النار
بل المنافقون في الدرك الأسفل منها
والقاعدة الربانية : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }
لا ينظر لعقاب الله لمن عصاه أنه كاره لخلقه بل لا يرضى لهم الكفر لأن انسان كائن كامل الحرمة عند الله:
{ ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }
{ونفخت فيه من روحي }
إن كل عذابات النار
أهون من وقوفك أمام مالك الملك
وأنت متلبس لمخالفته سبحانه .
لكن رحمته سبقت غضبه ولا نستطيع الجزم بأن من كل من مات مات كافرا
فإن لحظة الوفاة لا يعلم بها إلا الله
وإن من الأدب النبوي أنه عندما نرى جنازة مشرك
لا نقول هذه جنازة مشرك بل هذه جنازة يحملها مشركون ،
وإن من رحمته أن الشيطان يوم القيامة ليتطامن رجاء أن يغفر الله له من كثرة ما يرى من رحمة الله لولا كلمة سبقت إليه أنه من أصحاب النار وبعد أيها السائل الكريم ثق برحمته تعالى بجميع خلقه وهو يفعل بهم ما يشاء ،
لأنه مالك الملك وحده وهو حر بملكه ومن كانت صفته الرحمة لابد وأن ينال ثوابها
فالراحمون يرحمهم الرحمن.