توجد العديد من الأنظمة التعليمية التي تعتمدها الدول، وكلها تنطلق من مظلة كبيرة تسمى التعلم عن بعد. ففي الأردن نستخدم التعلم المدمج، وفي بعض دول الخليج يستخدم التعلم الهجين والتعلم المختلط، وفي الدول الغربية يُستخدم التعلم المتزامن عن بعد، والتعلم غير المتزامن عن بعد، والتعلم الإلكتروني، ومؤتمرات الفيديو، والدورات التدريبية ذات الوقت المفتوح أو المحدد.
هناك فروقات ما بين الأنواع السابقة
تعتمد على الكثير من العوامل منها ما له علاقة بالمتعلم والمعلم، ومنه ما له علاقة ببيئة التعلم، ومنه ما يتعلق بالمصادر والإمكانات المتاحة. حيث تقوم الدول من خلال وزراتها وحكوماتها باتخاذ القرار المناسب باختيار نوع التعلم عن بعد المناسب لها حسب الوضع في الأزمات. ففي الأردن تم اتخاذ القرار باعتماد التعلم المدمج؛ والذي يتكون من العديد من الأنواع منها:
1. المحطات الدورانية: Station Rotation Blended Learning حيث يقوم الطلبة بالدوران عبر محطات متعددة منها محطة تعليم عبر الإنترنت، ووفق جدول زمني محدد. من ميزاته: وجود جدول زمني محدد يساعد في الدمج.
2. المحطات الدورانية المخبرية: Lab Rotation Blended Learning يشبه المحطات الدورانية لكن يجب أن تفعل وتُنشأ المحطات في المختبر، ليسمح بترتيبات مرنة لحجداول المعلمين. ومن ميزاته: استخدام المختبرات لمدرسية المختلفة بطرق جديدة.
3. التعلم المدمج عن بعد: Remote Blended Learning (يشار إليه أيضًا باسم Enriched Virtual) سيكون في هذا التعلم الافتراضي المدمج في استكمال الطالب لدروسه عبر الإنترنت، ويلتقي المعلم حسب الحاجة، وليس بشكل يومي. أي سيعمل الطالب بشكل مستقل، مع التعامل مع المعلم في حال واجه مشكلة، أو كان بحاجة لتسليم مشروع عملي تجريبي. ميزاته: تقليل الكلفة وتوفير الوقت، والتعلم الذاتي المستقل، أقرب للنظام التعلم الجامعي في الأردن في الوقت الحالي.
4. التعلم المدمج كصفوف مقلوبة أو معكوسة: The ‘Flipped Classroom’ Blended Learning يمارس هذا التعلم بشكل واسع في المدارس وما قبل الأزمة الحالية، حيث يتم إرسال محتوى للطالب، أو تكليفه بقراءة مقال أو غيره سواء باستخدام الإنترنت أو تعطى المصادر وجاهيًّا، ليعمل عليها في المنزل. ثم النقاش أو استكمال العمل عليها في المدرسة بعد يوم، أو بعد فترة في المدرسة، مع الأقران، أو بدعم المعلم. أي يتم قلب الأدوار التقليدية للتعلم. ميزاته: تنظيم التعلم الاعتيادي في سياق جديد.
5. التعلم المدمج المرن: Flex Blended Learning يتضمن وجود جدول مرن فردي يضمن تنوع طرائق التعلم، قد يسمح بأنشطة غير متصلة بالإنترنت، حسب احتياجات الطلبة. مع قابلية للتكيف من خلال عدة أنشطة قد تعتمد على المجموعات الصغيرة، والمشاريع الجماعية، والدروس أو المحاضرات الفردية. يقدم المدرب أو المعلم الدعم وجاهيُّا بما يتناسب مع وقته ووقت وحاجة الطالب. ميزاته: يساعد في تفريد التعليم لتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلبة سواء كان التعلم رسمي أو غير رسمي، نظامي أو غير نظامي، في المدارس والمنظمات والتدريس المنزلي.
6. التناوب الفردي التعلم المدمج: Individual Rotation Blended Learning يتم التناوب عبر المحطات، لكن هنا وفق جداول زمنية متنوعة فردية، يتم تحديدها بوساطة المعلم، أو خوارزميات المنصات أو البرامج. ويمكن للطالب فقط التناوب وفق الجدول الذي تم وضعه خصيصًا له، فيتمكن من التعلم وفق نظام التمايز. ميزاته: تلبية احتياجات الطلبة والتمايز في التدريس.
7. التعلم المدمج القائم على المشروع: Project-Based Blended Learning هو تعلم قائم على استخدام الطالب للتعلم عبر الإنترنت بصور مختلف؛ منها التعلم الوجاهي أو عبر دورات، أو التعلم الذاتي، من خلال تصميم المعلم لمهام قائمة على المشاريع، ثم مناقشتها ونشرها بوسائل معينة. ويمكن للمشاريع أن تكون إلكترونية مثل عمل ملف إنجاز، بناء معجم لغوي.. وغيرها. ميزاته: استخدام المصادر المتاحة الواسعة عبر الإنترنت.
8. التعلم المدمج الموجه ذاتيًا: Self-Directed Blended Learning يتم استخدام مزيج من التعلم عبر الإنترنت، والوجاهي، للتأكد من تحقق الأهداف، وإيجاد بيئة تواصل فعّالة، بحيث يقوم الطالب بالبحث الذاتي عن الموارد التي تفيده، دون وجود مساقات أو دورات موجهة. فيكون التعلم متمركز حول الطالب، مع توجيه استفساراته الشخصية وتحقيق أهداف التعلم الرسمية والتواصل مع الموجهين جسديًا ورقميًا. يمكن للمعلم دعم الطالب من خلال مسارات محددة لتوجيه أنفسهم نحو الاستقلالية والنقد الذاتي. ميزاته: تمركز التعلم حول الطالب مع تبادل العمل الأكاديمي الاعتيادي.
9. التعلم المدمج من الداخل إلى الخارج: Inside-Out Blended Learning يتم تخطيط التعلم لينتهي خارج الصف بالاستفادة من المساحات المادية والرقمية، فيكون أقل تركيزًا على المنصات والأشخاص خارج الصف، ويمكن أن تكون الاستفسارات موجهة ذاتيًا، أو بدورات أو مناهج تعليمية إلكترونية رسمية. وهناك حاجة لتوجيه الخبراء وتعليقات التعلم وتدريس المحتوى والدعم النفسي والمعنوي من التفاعلات وجهاً لوجه على أساس يومي. ميزاته: وجود مساحات للتعلم الوجاهي والرقمي.
10. التعلم المدمج الخارجي والداخلي: Outside-In Blended Learning يبدأ التعلم في البيئة المادية والرقمية غير الأكاديمية اليومية، وتنتهي داخل الصف. أي سيكون التقويم، والتعلم عبر المنصات المغلقة في الصف، مع تقديم التغذية الراجعة والملاحظات والتعاون والتوجيه والدعم الوجاهي. ميزاته: وجود مساحات للتعلم الوجاهي والرقمي، مع وجود عمل تعاوني بين الطلبة.
11. التعلم المدمج التكميلي: Supplemental Blended Learning في هذا النموذج، يكمل الطلاب إما العمل عبر الإنترنت بالكامل لاستكمال التعلم وجهًا لوجه، أو خبرات التعلم وجهًا لوجه بالكامل لاستكمال التعلم المكتسب في الدورات والأنشطة عبر الإنترنت. بحيث يتم تحقيق أهداف التعلم المهمة بالكامل في مكان واحد، مع توفير خبرات إضافية تكميلية لدعم التعلم.
ومن خلال ما سبق، أجد أن استخدام خليط من التعلم عن بعد سيوفر للطالب قرص تعليمية متمكنة ومميزة، تساهم في تحقيق التعلم والتعليم بمرونة كبيرة، وتعمل على تمركز التعلم حول الطالب بشكل أكبر؛ فلا يوجد أفضلية لأي نوع من أنظمة التعلم عن بعد عن الآخر؛ فالأهم هو تحقيق أهداف العلم، وتلبية احتياجات وأنماط تعلم الطلبة، والتعلم في كل زمان ومكان وحتى في الأزمات.
المراجع:
https://members.aect.org/pdf/Proceedings/proceedings13/2013i/13_21.pdf https://www.viewsonic.com/library/education/what-is-distance-learning-and-why-is-it-so-important/ https://www.teachthought.com/learning/12-types-of-blended-learning/ https://www.techsmith.com/blog/distance-learning/
توجد العديد من الأنظمة التعليمية التي تعتمدها الدول، وكلها تنطلق من...
متابعة
إلغاء المتابعة 
