ما هي الحكمة من القضاء؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لقد شرع الإسلام القضاء لحكم كثيرة منها :
1- من أجل حفظ الحقوق بين الناس .
2- إقامة العدل والأمن في المجتمعات الإسلامية .
3- من أجل الفصل بين الخصومات ووضع حد لها .
4- المحافظة على الأعراض والأنفس والأموال والممتلكات العامة والخاصة .

- وطبيعة الناس التي تجري بينهم كثير من المعاملات كالبيع والشراء والإجارة ونحوها والنكاح والطلاق ونحوها من العقود والحقوق، فقد وضع الشرع لذلك قواعد وشروطاً تحكم التعامل بين الناس؛ ليسود العدل والأمن بينهم.

- ومن الطبيعي قد تحدث بعض المخالفات لتلك الشروط والقواعد إما عمداً، أو جهلاً، أو نسياناً، أو إكراهاً، فتحدث المشاكل، ويحصل النزاع والشقاق والعداوة.

- وقد بتطور الخلاف بين الناس إلى إزهاق الأرواح، ونهب الأموال، وتخريب الديار، واضطراب الأمن. فلهذا شرع الله الحكيم العليم بمصالح عباده القضاء بشرع الله، لإزالة تلك الخصومات، وحل المشكلات، والقضاء بين العباد بالحق والعدل.
قال الله تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [سورة المائدة: 50].

- والقضاء هو من أفضل القربات إلى الله تعالى لأنه يؤدي إلى الإصلاح بين الناس ، والذي اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن درجته أعلى من درجة الصيام والصلاة والصدقة/ ففي الحديث الصحيح / قال صلى الله عليه وسلم:(أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ)؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ:(إِصْلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

- وقد ذكرت الأحاديث النبوية فضل القضاء بين الناس في أكثر من حديث منها:

1- وَعَنْ عَبْدالله بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا». متفق عليه.

2- وَعَنْ عَبْدالله بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ المُقْسِطِينَ عِنْد الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزّ وَجَلّ، وَكِلتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». أخرجه مسلم.

3- وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ الله، وَرَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي الله، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقالَ: إِنِّي أخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». متفق عليه.

- وأول من قضى بين الناس في الأرض هو سيدنا داود عليه السلام ،

- وأول من قضى بين الناس في هذه الأمة هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،
ثم تبعه في القضاء والعدل الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم .

- وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام هو الصحابي معاذ بن جبل - رضي الله عنه - فقال فيه: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل".
 
- وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قاضيًا، وقال له: "كيف تقضي إذا عرض لك قضاء"، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: "فإن لم تجد في كتاب الله"، قال: "فبسنة رسول الله"، قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟"، قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله". 

- وأعلم أخي أن القضاة ثلاثة أصناف:
الأول: قاض عرف الحق والحكم الشرعي فقضى به، فهذا من أهل الجنة.
الثاني: قاض عرف الحق، ولهواه حكم بغير الحق، فهذا في النار.
الثالث: قاض لم يعرف الحق، ولم يفهم الحكم الشرعي، فقضى بجهل، فهذا في النار، سواء أصاب في حكمه أو أخطأ.
- فعن بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «القُضَاةُ ثلاَثةٌ، اثنَانِ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الجَنَّةِ، رَجُلٌ عَلِمَ الحَقَّ فَقَضَى بهِ فَهُوَ فِي الجَنَّةِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ جَارَ فِي الحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ». أخرجه أبو داود وابن ماجه. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة