من المؤكد أن التفكير الإيجابي أفضل من التفكير السلبي، إلا أننا في بعض الأحيان نكون غير قادرين على التحكم بطريقة تفكيرنا، والتحول من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي، بسبب القلق والتوتر والوساوس الكثيرة، لذلك سأقوم بإعطائكم اليوم في إجابتي هذه سرا من أسرار التحول من التفكير السلبي الذي يؤثر بطريقة مزعجة على قراراتك وسلوكك المبنية على تلك المشاعر، إلى التفكير الإيجابي تجاه الأمور الحياتية والفرص المتاحة والناس والمخاطر وغيرها من الأمور التي تواجهنا كلنا، مما يؤدي بك الى الارتياح النفسي والسعادة والحماس والطاقة، فتصبح قراراتك أصح وسلوكك أفضل. علاوة على ذلك إن من يفكر بطريقة سلبية يعاني في حياته من الشعور بالتعب والخمول لأن ذلك يؤثر فعليا على جسمه.
إن التغيير هنا من التفكير السلبي إلى الإيجابي لا يحدث فجأة وليس بضغطة زر، إنما هو تحول بطريقة تدريجية، لأنك كنت منذ سنوات عدة قد اعتدت على نمط تفكير معين، فقد يلزمك الأمر وقتا ما بين شهور عدة إلى نحو سنة لبلوغ هدفك، فلا تستعجل النتائج المرجوة.
غالبا عندما تواجهنا مشكلة معينة أو نصادف حادثة معينة، نبدأ بالشعور باضطراب وقلق وانزعاج وهي مشاعر تؤثر عليه للأسف الشديد، ويمكن أن تستمر في التأثير على الشخص مدة زمنية طويلة وقد تمتد إلى مدى الحياة، بعض الأشخاص ينزعجون لحظة الحادث فقط، ومنهم من ينسى الأمر بمرور الوقت ويتغلبون على الأمر، إلا أن البعض ولو بعد خمس سنوات يستمر في الرجوع بذاكرتهم إلى تلك الحادثة الأليمة فتظل المشاعر السلبية ملازمة له دائما مع الحزن والاكتئاب الشديد.
رغم أنه من الممكن أن تكون الحادثة التي حصلت معنا فيه خيرا لنا دون علمنا، وبناء على ذلك هذا منهج رباني، ومن هنا إن أول خطوة لتغيير اتجاه تفكيرك من سلبي إلى إيجابي، هي أن تقول الحمد لله والقناعة بأن ما أصابك هو قضاء وقدر، وذلك ينقلك من مشاعر الحزن والاكتئاب إلى مشاعر محايدة، وأنا لا أقول لك أنك ستكون سعيدا ومبتهجا عندما يصيبك أمرا لا ترغبه، إنما ما أقوله هو أنك لو انتقلت من مشاعر سلبية، إلى مشاعر متوسطة رمادية محايدة سيكون الأمر ممتازا.
في بعض الأحيان عليك النظر الأمور من زاوية "رب ضارة نافعة" فتبحث داخليا عما هو إيجابي بالنسبة لك في الظرف الذي واجهته رغم سوئه ظاهريا، كما أن بعض الأمور التي تحصل معنا وحولنا، نحن لا نملك التحكم بها، لكن ما نستطيع التحكم به والسيطرة عليه هو ردة فعلنا تجاه المشكلة أو الموقف. التفكير السلبي أشبهها أنا بالدائرة المغلقة التي لو دخلتها، تستمر في الدوران ويكبر حجمها، فكل أمر سلبي تركز عليه بالتفكير يكبر حجمه ويزداد الأمر سوءا. والعكس صحيح.
لذلك، هناك تمرين جميل سيساعدك على التخلص من التفكير السلبي، وأنا لست أخصائية نفسية، إنما أقول الأمر من تجربتي الخاصة، واقتراحي هو أن عليك أن تضع هدفا مستقبلي تود تحقيقه في مخيلتك، أمرا تطمح له، واخلق نص سينمائي في ذهنك، تتخيل فيه نفسك بعد تحقيقك لهدفك، واشعر بروعته بجميع تفاصيله، كالفيديو القصير، وقم يوميا بمراجعته بينك وبين نفسك، وهذا ليس كل شيء.
بمجرد ما تشعر بفكرة سلبية بدأت بمحاصرتك والخواطر والوساوس، قم بالتحول عنها بالتفكير إلى الفيديو القصير الذي قمت باختلاقه في عقلك، وكلما كان الفيديو الخاص بك قويا ومؤثرا، كلما زالت الفكرة السلبية بصورة أسهل، لأنك من الصعب أن تتخلص من الفكرة السلبية دون أن تجد بديلا لها، لأن عقلنا يبقى يعمل على التفكير طوال الوقت، ولن يقوم بإيقاف الفكرة السلبية واستبدالها بلا شيء، لذلك أقترح عليك أن تجرب المحول الفكري، وهي فكرة بسيطة رغم ذلك مؤثرة، فهي تشعرك بالسعادة والإيجابية كما أنك بهذه الطريقة تقوم بتحفيز عقلك وجسمك على بلوغ هدفك وحلمك الخاص بك.