هل يمكنك أن تشرح لي متلازمة الإنجاز المكثف؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
        يبدو أنه لم يسبق لك أن سمعت بهذه المتلازمة؛ حيث لا يعترف الطب النفسي بها كمرض أو متلازمة باثالوجية. فإذا كنت تعمل 12 ستعة فما فوق، دون كلل أو ملل أو إكراه، ودون شعورك بالحاجة للاسترخاء أو الراحة، فأنت تتعرض لأعراض الإنجاز المكثف أو إدمان العمل. هذا النوع من الإدمان النظيف قد يسبب لك أعراضاً صحية ونفسية تخلخل توازنك، ويعرقل حياتك الأسرية والاجتماعية.

يتعامل مدمنو العمل للوصول للإنجاز المكثف بما يلي:

^ لا توقف عن إنجاز العمل حتى في اوقات الاستراحات القصيرة الإجبارية.

^ لا إجازات لأن لا ضرورة لها بالنسبة لهم.

^ تقييم من حولهم على أساس اعمالهم وقدراتهم على العمل الجاد.

^ عدم الشعور بالرضا والاكتفاء مهما بذلوا من وقت وجهد تجاه أعمالهم.

^ قبول أي أعمال إضافية ولو فوق طاقتهم.

^ الشعور بأن العمل هو الذي يجعلهم مسيطرين وممسكين بزمام الأمور.

       يشعر مدمنو العمل بالحاجة إلى الانشغال طوال الوقت، لدرجة أنهم غالبًا ما يؤدون مهام غير مطلوبة أو ضرورية لإنجاز المشروع. ونتيجة لذلك، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا عمال غير أكفياء ، لأنهم يركزون على أن يكونوا مشغولين، بدلاً من التركيز على أن يكونوا منتجين. بالإضافة إلى ذلك، يميل مدمنو العمل إلى أن يكونوا أقل فعالية من غيرهم من العمال لأنهم يجدون صعوبة في العمل كجزء من فريق، أو صعوبة في تفويض أو تكليف زملاء العمل، أو مشاكل تنظيمية بسبب القيام بالكثير من العمل في وقت واحد.

     وبالرغم من عدم تصنيفها كمتلازمة بشكل رسمي، إلا أن هناك بعض الأعراض والمضاعفات التي قد تكون خفيّة أو ظاهرة. ومنها: الصداع، التعب، الإجهاد، الإرهاق، قلة النوم أو اضطرابات فيه. وقد تصل الأمور للارتفاع في ضغط الدم، والاكتئاب. كما يمكن أن تؤدي بالإصابة إلى متلازمات مثل "متلازمة المحتال"، و"متلازمة الاحتراق النفسي المهني".

        ويُعزي الأطباء أسباب الإدمان على العمل إلى عوامل أسرية أو وراثية أو لها علاقة بالمواصفات الشخصية للمدمن أو للبيئة المهنية. فبعض حالات الإدمان على العمل تكون نتيجة مشاكل عائلية، ويصبح العمل المهرب المناسب منها. كما أن بعض حالات هذا الإدمان تلقى التشجيع من المديرين وبيئة العمل، وكذلك التطور التكنولوجي الذي يبقى الصلات مع مقر العمل مستمرة على مدار الساعة.

كيف أتخلص من إنجازي المكثف كمدمن على العمل؟

الحلول تبدأ عندما يعترف المدمن على العمل بأنه بحاجة للمساعدة، ويطلبها بعد ذلك. والمساعدة لا تقتصر على الطبيب النفسي أو الاستشاري بل تتطلب مشاركة الأسرة وإدارة المؤسسة التي يعمل فيها المدمن، وكما يساعده على تكوين القناعة بأن وقت الراحة والتواصل الإنساني بشتى أشكاله لا يقل أهمية عن العمل في الحياة.

إليك بعض الاقتراحات العملية للتقليل من أثر هذا الإدمان:

أضف المرح في جدولك الزمني:

استمتع بفعاليات أخرى غير العمل، خطط لعطلات قصيرة نهاية الأسبوع.تناول الغداء في الهواء الطلق، او مارس الرياضة أو حتى تناول كوبًا من القهوة في الاستراحات. هذا يسمح لك بالراحة وتجديد شباب عقلك ، ولكن تجنب الشعور بالذنب لأنك ذهبت لفترة طويلة في وقت واحد.

أعد تقييم كيف تقدر عملك:

 انظر إلى عملك على انه جزء من حياتك وليس حياتك كلها. أسرتك لها الأولوية وكذلك صحتك وراجة بالك.

قم بتقييم "ROI" (عائد الاستثمار) لعملك بدقة:

بالنسبة لأي مهمة تقوم بها ، اسأل نفسك: كم عدد الأشخاص الذين سيحصلون على فائدة كبيرة بمجرد أن أنجز هذه المهمة؟ كم منكم ينتظرون بفارغ الصبر حتى أنتهي؟ إذا كان الجواب بالكاد أي شخص، فكر مرة أخرى في قيمة الاستمرار في المهمة.

قل لا:

فلا تكن "تحت الطلب" في كل وقت،ا حصل على ساعات "خالية من العمل" في المنزل. تجنب التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك واستقبال المكالمات الهاتفية خلال هذا الوقت.

اسعى لتحقيق الكفاءة وليس الكمال:

ضع حدودًا معقولة لعملك حتى لا يتجاوز بقية حياتك. احرص على العمل بذكاء وليس بجهد أكبر.

       في النهاية عليك أن تكون واقعيًّا، إيجابيًّا وعمليًّا، فالعمل لن ينتهي، ستبقى في هذه الدوامة طالما أردت، لكنك ستغرق في النهاية إن استمريت على ما أنت عليه. فاحرص أن تحمي نفسك ونفسيتك في الوقت ذاته.

المراجع: