هل ورد فضل في التداوي بسورة الفاتحة وكيف يكون ذلك

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٢٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم، حيث شرع للمسلم التداوي بالقرآن عمومًا، وبسورة الفاتحة خصوصًا، كما أن من أسماء سورة الفاتحة وصفاتها أنها الشفاء والشافية والرقية والواقية والكافية، وشرع للمسلم أن يرقي بها نفسه وغيره، والإكثار والمدوامة على الرقية بالفاتحة بعدد أو بغير عدد لا حرج في ذلك.

وذلك لما روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- "أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانُوا في سَفَرٍ، فَمَرُّوا بحَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقالوا لهمْ: هلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فإنَّ سَيِّدَ الحَيِّ لَدِيغٌ، أَوْ مُصَابٌ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: نَعَمْ، فأتَاهُ فَرَقَاهُ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِن غَنَمٍ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقالَ: حتَّى أَذْكُرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ ما رَقَيْتُ إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَتَبَسَّمَ وَقالَ: وَما أَدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: خُذُوا منهمْ، وَاضْرِبُوا لي بسَهْمٍ معكُمْ. وفي رواية: بهذا الإسْنَادِ. وَقالَ في الحَديثِ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ الرَّجُلُ". حديث صحيح [صحيح مسلم: 2201]

قال النووي في شرح مسلم:
قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما أدراك أنها رقية؟)؛ فيه التصريح بأنها رقية، فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض، وسائر أصحاب الأسقام والعاهات.

قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين):
(فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط جربت ذلك مرارا عديدة وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء)

ويكون التداوي بسورة الفاتحة بعدة طرق: كأن يضع الراقي اليد اليمنى على موضع الألم مثلا، ويقرأ سورة الفاتحة سبع مرات، أو أن يقرأ سورة الفاتحة على الماء، ثم يشرب منه أو يمسح به على جسده، أو يغتسل به.

وذلك استدلالًا بما روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: "لدغتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مصليًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ" حديث حسن (الهيثمي، مجمع الزوائد، 5/114).