ما هو فضل سورة الفاتحة في شفاء المرضى وما هي أشهر القصص على ذلك

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
فضل سورة الفاتحة في شفاء المرضى عظيم جليل من جربه بإخلاص ويقين ولم يستعجل الجواب رأى من ذلك العجب والخير .
فالفاتحة أعظم سورة في القران وهي القران العظيم ، وإذا كان الله قال عن كتابه ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( الإسراء ، 82)
فالفاتحة التي هي أعظم سور القران أولى ما يصدق عليه أنه شفاء .
وأنا هنا أنقل كلاما لابن القيم رحمه الله في الاستشفاء بالفاتحة وسر ذلك وتجربته الشخصية في ذلك ، فقد ذكر كلاما نفسيا يعد من أفضل ما كتب في ذلك وهو كاف شاف في بابه .

- سر الاستشفاء الفاتحة :

قال رحمه الله في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد :
(فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك.
ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أدراك أنها رقية».
ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى، واستفتح بها من الخير أبوابه، ودفع بها من الشر أسبابه"

- شفاء الأبدان بالفاتحة

وقال رحمه الله في كتابه مدارج السالكين :
( وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة.  فأما ما دلت عليه السنة: ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرُّوا بحي من العرب... فذكر حديث الرقية بالفاتحة؛ ثم قال: فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء. هذا مع كون المحل غير قابل، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين، أو أهل بخل ولؤم، فكيف إذا كان المحل قابلًا؟"

- تجربة ابن القيم رحمه الله في الاستشفاء بالفاتحة :

و قال في نفس الكتاب  "وأما شهادة التجارب بذلك فهي أكثر من أن تذكر وذلك في كل زمان وقد جربت أن من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة، ولا سيما مدة المقام بمكة، فقد كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جرّبت ذلك مرارًا عديدة، وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء"

وقال رحمه الله في زاد المعاد :
( كل داء له دواء ، وأنا أحسنت المداواة بالفاتحة ، فوجدت لها تأثيراًً عجيباً في الشفاء ،
وذلك أني مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء لا أجد لها طبيباً ولا مداوياً ، فقلت : يا نفسي دعيني دعيني أعالج نفسي بالفاتحة ؛ ففعلت فرأيت لها تأثيراً عجيباً ، وكنت أصف ذلك لمن اشتكى ألماً شديداً ، فكان كثيراً منهم يبرأون سريعاً ببركة الفاتحة.

شرط الاستشفاء بالفاتحة

ثم قال :
وقد يتخلف الشفاء لضعف همَّة الفاعل، أو لعدم قبول المحل أن يتداوى بكتابة الفاتحة ،
أو أن يتداوى بقراءة الفاتحة، فكذلك يتخلَّف الشفاء لضعف همِّة القارئ أو لتغيير القارئ
في المخرج والصفات، أو لعدم قبول المحل، وإلاَّ فالآياتُ والأدعيةُ في نفسها نافعة شافية}.


المراجع : 
- زاد المعاد في هدي خير العباد \ ابن القيم الجوزية .
- مدارج السالكين في شرح منازل السائرين \ ابن القيم الجوزية .


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة