كيفية قراءة سورة يس على الماء، كغيرها من السور التي أجاز أهل العلم قراءتها على الماء أو أن ينفث فيها الإنسان، بنيّة الرقية الشرعية والشفاء، لقوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين) [الإسراء: 82]
وتكون القراءة على الماء بأن يأتي المريض أو الشخص الراقي بإناء مملوء بالماء، فيقوم بتقريب الإناء من الفم، ثم يتلو ما تيسر من القرآن الكريم، سواء قرأ سورة يس، أو غيرها من آيات الرقية، كأن يقرأ سورة الفاتحة سبع مرات، أو أن يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات، أو المعوذات ثلاثًا، أو قراءة سورة الكافرون، أو بدايات سورة البقرة أو نهايتها (آخر آيتين).
ثم يقوم بالشرب من الماء الذي قُرِأ عليه، والاغتسال بما تبقى منه، أو مسح الجسد فيه، وذلك استدلالًا بما روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: "لدغتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مصليًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ" حديث حسن (الهيثمي، مجمع الزوائد، 5/114).
ولا حرج في أن يقرأ الراقي أيضًا بعض الأدعية التي ثبتت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند القراءة على الماء، ومنها ما ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به، قَالَ: أذْهِبِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا قَالَ عَمْرُو بنُ أبِي قَيْسٍ، وإبْرَاهِيمُ بنُ طَهْمَانَ: عن مَنْصُورٍ، عن إبْرَاهِيمَ، وأَبِي الضُّحَى: إذَا أُتِيَ بالمَرِيضِ وقَالَ جَرِيرٌ: عن مَنْصُورٍ، عن أبِي الضُّحَى، وحْدَهُ، وقَالَ: إذَا أتَى مَرِيضًا". رواه البخاري.
والرقية الشرعية إنما هي من الدعاء والرجاء بطلب الشفاء من الله -عز وجل-، ويجب فيها ما يجب في سائر العبادات باستحضار النية أولًا والرجاء من الله بغية الشفاء، وأن يعلم الراقي أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى ولا يملك أحد الشفاء إلا هو سبحانه وما الرقية الى من باب الدعاء والرجاء، ثم يستحب فيها أن يكون الراقي والشخص المريض على طهارة، أن يجهر الراقي بالقراءة مع تكرارها حسب الحاجة.
163 مشاهدة
