النية هي أساس العمل بل هي خير من العمل، ومن أجل ذلك أي عمل وأي عبادة لا بد له من نية صادقة خالصة لوجه الله تعالى.
- وسورة الفاتحة هي عبارة عن دعاء، وبالدعاء تقضى الحوائج وقد استدل العلماء على قراءة الفاتحة لقضاء الحوائج بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ الله تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». أخرجه مسلم .
- فقوله: فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ:
هو إقرار بالعبودية لله تعالى واستعانة العبد به - وهي مدخل لدعاء العبد ربه وأن الله تعالى تقبل دعاء عبده وأعطاه ما طلب .
وسورة الفاتحة عظيمة الشأن كثيرة البركة فمن تأمل آياتها وجد فيها الثناء على الله تعالى وبيان صفاته العظيمة التي ترجع إليه جميع الصفات ويجد فيها بيان حق الله تعالى على عباده وهو العبادة.
فينبغي للمسلم أن يتفهم وهو يقرأ سورة الفاتحة أنه يحمد الله ويثني عليه ويمجده، ويقر بإقرار بأنه الله الواحد المنفرد بالعبادة والمنفرد بالاستعانة، وبعد ذلك يطلب من الله تعالى أن يهديه إلى الصراط المستقيم، وهذا من عظيم فضل الله،
وبسورة الفاتحة نتعلم كيف ندعو الله تعالى وهو أن نبدأ بالحمد والثناء والتمجيد لله تعالى ومن هنا كان من آداب الدعاء وأسباب الإجابة عند بداية الدعاء حمد الله أولا،
، وبعد الانتهاء من قراءة الشطر الأول من الفاتحة ندعو الله تعالى ونختم دعائنا بالصلاة على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ونسأل الله الإجابة والقبول .
- وهذا دليل على أن الفاتحة يجوز قراءتها لقضاء الحاجة والله أعلم .
-وعن عطاء بن رباح رحمه الله تعالى أنه قال: "
إذا أردتَ حاجةً فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تُقْضَى إن شاء الله".- كذلك من أسماء سورة الفاتحة الشافية والرقية، فإذا قرأت على مريض بنية الشفاء من الله تعالى فإنه يُشفى بإذن الله ، والدليل ما رواه أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
"نزلنا منزلاً، فأَتتْنا امرأةٌ، فقالت: إن سيد الحي سَلِيم، لدغ، فهل فيكم من راقٍ؟ فقام معها رجل منا، ما كنا نظنه يحسن رقيةً، فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوه غنمًا، وسقونا لبنًا، فقلنا:
أكنتَ تحسن رقيةً، فقال: ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، قال: فقلت: لا تحركوها حتى نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له، فقال: ((ما كان يُدِريه أنها رقية؟! اقسموا، واضربوا لي بسهم معكم) متفق عليه .
- ويستفاد من هذا الحديث :1- جواز الرقية بالقرآن عامة وبسورة الفاتحة خاصة .
2- جواز أخذ الأجرة على الرقية وهذا يسمى ( الجعوالة ) .
3- من أسماء سورة الفاتحة الرقية وهذا دليل عليها .
4- تحرج الصحابة على الإقدام على أي عمل من دون مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم .
5- رد الأمر والحكم إلى الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
6- جواز معالجة الكافر وقراءة القرآن عليه .
7- جواز إعطاء ولي الأمر من الجعالة .
8- جواز كلام المرأة مع الرجال للضرورة وكذلك العكس .
-كذلك من اسماء سورة الفاتحة (الكافية ) لأنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها- لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها عنها عوضاً ) وهذا فيه دلاله على أهمية سورة الفاتحة .
- المصدر :
https://www.masrawy.com/islameyat/fatawa