الأمر المؤكد بالنسبة لي أن الإنسان مهما كان قوياً أو حتى يتظاهر بالقوة لا بد أن تمر عليه لحظات تُبكيه وهذا ليس عيباً ولا ضعفاً في الشخص على العكس تماماً،البكاء يُعتبر وسيلة للإتصال والتعبير بالإضافة أنك تستجيب لعواطفك فرحاً كانت أم حزناً.
فعندما تبكي تروّح عن نفسك وتخفف ألمك إذا كنتَ حزيناً وتعيد بناء مشاعرك من جديد.
إن عجزك عن البكاء دائماً مؤشر غير طبيعي لأن هذا قد ينم عن مشكلة كبت عاطفي مثلاً أو غيرها، ف دائماً ما نسمع عبارة الرجال لا يبكون حتى أنها تُقال للأطفال الصغار!
هذه من أكثر العبارات إيذاءاً للنفس فعندما يعود الطفل إلى أمه على سبيل المثال وهو يبكي من موقف حصل معه في المدرسة تقول له أنت رجل والرجل لا يبكي.
تخيل أن تُبنى شخصية هذا الطفل على أن البكاء ضعف ولا يجوز له في أي حالةٍ كان فيها أن يبكي، فعلياً بهذا التصرف نحن كأباء وأمهات نبني حواجز نفسية دفينة في النفس تمنع من البكاء.
لماذا تمنع نفسك من البكاء وأنت بحاجته وهذا أمر غريزي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه حتى عندما نولد في اللحظات الأولى جميعنا نبكي ونصرخ؛ لأن هذه هي فطرة الإنسان السليم وعندما يكبر هذا الطفل قد يتعرض لمواقف عديدة في المدرسة مع زملائه يشعر فيها أنه بحاجة للبكاء فتمنعه التربية التي تلقاها من ذلك، ثم يكبر هذا الطفل ويدخل في مرحلة المراهقة فيُدرك أن بكاءه غير لائق ولا يجوز له ذلك فتُخزّن هذه المشاعر بداخله فلا يستطيع البكاء فعلاً عند الحاجة له وقد يحدث العكس فينفجر بالبكاء في الأوقات الغير مناسبة، لذا اترك طفلك من البداية يعبر عن مشاعره بالبكاء إذا لزم الإمر.
قد تستغرب إذا أخبرتك أن البكاء مفيد للجسم فهو يطهره من السموم ويخلصك من الإجهاد المفرط الذي تشعر به نتيجة الإفراز الهرموني، لذا بكائك يسمح بإفراز هرمونات السعادة
كالإندورفين والأكستوسين فيقل شعورك بالتعب الجسدي والنفسي.
كما أن البكاء ضروري ومفيد لجسمك في أوقاته المناسبة بدون مبالغة، كذلك الضحك له أوقاته وحدوده لذا أنصحك صديقي أن تُوازن وتتحكم دائماً في التعبير عن مشاعرك في أوقاتها المناسبة سواء في الفرح أو الحزن.
فإن الضحك المبالغ فيه أو الهستيري
Pseudobulbar يُصنف على أنه إضطراب عاطفي، يجب أن يخضع الشخص لعلاج نفسي حتى أنه له مخاطر عديدة جسدياً و نفسياً وقد يعرضك لمشاكل إجتماعية تتمثل في الإحراج الذي قد يتسبب لك في خسارة بعض الأشخاص في مواقف معينة.
اسمح لي عزيزي السائل أن أرشدك لبعض النصائح التي قد تساعدك للتعبير عن مشاعرك بتوازن أفضل من ذي قبل سواء إذا كنت تضحك بشكل هستيري عند حاجتك للبكاء أو العكس.
عندما تأتي لك نوبة ضحك هستيري وأنت بحاجة للبكاء اشغل تفكيرك في شيء محزن نوعاً ما أو موقف معين بعيداً عن الضحك، وتنفس بعمق وببطء حتى تستطيع أن تتحكم في ردة فعلك بصورة أفضل وحدد دائماً الوقت الذي أضحكك والموقف كذلك الأمر حتى تعرف الأسباب التي تُضحكك، وإذا تطلبت الحالة أن تذهب إلى طبيب فلا تتردد وأخبره بكل ما تشعر به فهنالك أدوية وجلسات قد تساعدك كثيراً في موازنة ردود فعلك.
المصادر :
أسباب وطرق علاج الضحك الهستيريالبكاء المكتوم يفتك بك.. حيل لاستدعاء الدموع المحبوسة