أبرز خصائص الشعر في العصر الإسلامي تتلخص بما يلي:
1-التجديد في الأغراض الشعرية
تأثر الشعراء بتعاليم الدين الإسلامي وقيمه النبيلة، وما يدعو إليه من أخلاق حميد والنهي عن كل ما هو فاحش، لذا ترك الشعراء الكثير من الموضوعات الشعرية التي عرفت بالجاهلية مثل؛ الغزل الصريح، شعر الخمر والهجاء اللاذع. وجددت بعض الموضوعات الشعرية مثل؛ شعر الحكمة، شعر النقائض، شعر الحماسة والشعر السياسي. وظهرت أغراض شعرية جديدة مثل؛ شعر المدائح النبوية.
2-التأثر في قيم الدين الإسلامي
تأثر الشعراء كثيرا بتعاليم الإسلام الحنيف وظهر ذلك بأشعارهم، إذ نبذ الإسلام الأخلاق الجاهلية العصبية، ودعا إلى مكارم الأخلاق والعمل الصالح، إضافة إلى البيان القرآني إذ أن العرب أذهلوا بالقرآن ومعانيه، فهم أهل البيان والفصاحة ونزل القرآن بلسان عربي مبين.
3-الواقعية والوحدة الموضوعية
التزم الشعراء في هذا العصر بموضوع واحد في القصيدة، متأثرا بالواقع ومجرياته، وبعيدا عن الخيال والعاطفة المصطنعة، فعبر الشعراء عن واقعهم بعاطفة صادقة.
4-جزالة الألفاظ والمعاني
اتسمت الألفاظ والمعاني في هذا العصر بالسهولة واليسر والوضوح، على عكس ما اتسم به الشعر الجاهلي من صعوبة الألفاظ ووحشيتها، واستمد الشعراء في أغلب الأحيان بألفاظ ومعاني القرآن الكريم والحديث الشريف.
5-التنوع في الأساليب الشعرية
ابتعد الشعراء في هذا العصر عن الابتذال والصنعة والتكلف، ومالوا للسهولة واليسر والتعبير عن العاطفة الإسلامية بصدق، لذلك بدا واضحا تأثر الشعراء بأسلوب القرآن الكريم والحديث النبوي.
إن الشعر يعد ديوان العرب وقد نال عندهم مكانة رفيعة ومرموقة، إذ يقول ابن رشيق: "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعون في الأعراس؛ ويتباشر الرجال والولدان، لأنه حماية لأعراضهم وذبّ عن أحسابهم وإشادة بذكرهم، وكانوا لا يهنئون إلّا بغلام يولد أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنتج"1.
اتهم الشعر في عصر الإسلام بالضعف، فعصر الإسلام تلك الفترة الممتدة من بداية بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحتى آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، ويعزى سبب ضعف الشعر في هذه الفترة لمسوغات عدة، أهمها:
1-انشغال العرب بتعاليم الدين الإسلامي والقرآن الكريم.
2-الفتوحات الإسلامية والدعوة للجهاد.
3-ضياع جزء كبير من أشعار تلك الفترة؛ بسبب عدم الاهتمام بتدوينه.
ولكن الرأي السابق غير دقيق، فلقد ظهر في تلك الفترة مجموعة من الشعراء الذين يشهد لهم بقوة شعرهم وجزالة ألفاظهم وأسلوبهم الفريد أمثال؛ حسان بن ثابت، علي بن أبي طالب، أبو ذؤيب الهذلي، كعب بن زهير والخنساء.
بالإضافة إلى ذلك كله، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شجع على قول الشعر خصوصا بالفتوحات الإسلامية والحث على الجهاد؛ لاستنهاض الهمم، وذم المشركين وقول الهجاء بهم، ولقب أيضا حسان بن ثابت بشاعر النبي.