لقد اتّجه العرب في عصر صدر الإسلام بوجه خاصّ إلى تكريس الشعر لخدمة الدّعوة الإسلاميّة كون هذا الهدف الهمّ الأكبر آنذاك، لذا قد طوّع العرب المعاني الشعريّة والألفاظ بما يتناسب وهذا الغرض تحديداً ممّا جعل شعر هذا العصر يتميّز بخصائص تختلف عن سابقاتها. وأبرز المعاني الّتي طوّرت في هذا العصر هو الفخر، فقد أخذ الشعراء المسلمون ينظمون القصائد في باب الاعتزاز بالدّين على خلاف الاعتزاز الّذي كان سائدًا من قبل وهو الاعتزاز بالنّسب. ومن الأغراض الّتي لقيت انتشارًا هو المديح، فقد كان الشعراء يجوّدون كثيرًا في هذا الغرض الّذي يقوم على مدح الرسول بشكل خاصّ ومدح صحابته، وهناك عدّة قصائد مشهورة في هذا الغرض كقصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد". بالإضافة إلى هذا كان المسلمون ينظمون أشعارهم للدّفاع عن الإسلام ولتحميس المسلمين على جهاد الكفّار بل وهجاء الكفّار كما كان النبيّ يطلب من شاعره حسّان بن ثابت أن يفعل.