يطلق على فترة الخلافة العباسية اسم الفترة الذهبية للإسلام؛ بسبب ما شهده العصر الإسلامي من تقدم كبير على مختلف الأصعدة الادبية منها والعلمية، وخلال هذه الفترة استطاع الباحثون العرب والفرس من توظيف كل تلك المعلومات التي قاموا بترجمتها من الإغريقية، فمثلاً ابن الهيثم ابتكر أول كاميرا مع تفسيره لآلية عمل العين والرؤية فيها، والطبيب أفيسينا له إسهام في كتابه قانون الطب الذي سهل على الأطباء تشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان، و الخوارزمي عالم الرياضيات الفارسي، ف لاسمه مدلولات في الجبر والرياضيات لا تزال شاخصةً حتى يومنا هذا.
ومن اهم اسباب تطور النزعة العقلية في العصر العباسي :
السعي وراء المعرفة
حيث كان للخليفة هارون الرشيد وابنه المأمون دوراً في تعميق حب المعرفة والبحث عنها من خلال تأسيس دار الحكمة، و كان مقرها مدينة بغداد، وخصص حيزاً لتقديم المنح الدراسية.
وفي فترة حكم ابنه المأمون زاد الطلب والاعتماد على دار الحكمة، حيث أصبح لها شأنٌ عظيم خاصةً عندما تولى مسؤولية تعيين أشهر العلماء وتوظيفهم في دار الحكمة من مختلف المنابت والعقائد الدينية؛ ليعملوا معاً بكل حب وسلام.
تطور حركة الترجمة
بدأت حركة الترجمة منذ خلافة الراشدين, حيث استهدفوا فيها النصوص العلمية المكتوبة باللغة اليونانية، وعند بزوغ الخلافة العباسية أصبح هناك تشجيع أكبر على الترجمة؛ حيث اهتموا بكثرة بالنصوص اليونانية وبالذات أعمال أرسطو، و كانوا يهدفون لترجمة أكبر عدد ممكن للحصول على مكتبة شاملة لأنواع المعارف، وفي نفس الوقت للمحافطة على الفلسفة اليونانية، ومن أوجه اهتمام العباسيين بالمعرفة أيضاً هو تطويرهم لتقنيات الطباعة التي استقطبوا فكرتها من الصينيين بعد حرب نشبت بينهم وبين الصين في عام 751م.
أيضاً من هذه الاسباب هي الانفتاح على الاعاجم وعلومهم, والاستفادة من تراث الحضارات مثل الفارسية والهندية فتعمفوا في الافكار, واستعملوا الادلة والشواهد ونقلوا من علوم الفرس واليونان فمالوا للحكمة وازدهرت معارفهم الادبية والعلمية ..