ما سبب الملل عند القراءة وما الحلول المقترحة لإزالته؟

• هنالك ３ حالات علينا أخذهم بعين الاعتبار: 

1.  أنت تقرأ كثيراً لدرجة أنه قد أصبح روتيناً لديك، وهكذا هي طبيعة عقل الإنسان يتوق دائماً إلى التجديد وتجربة أمور جديدة، لذلك حاول أن تجد أمراً آخر تقضي به وقتك مثل تعلم الرسم أو الحياكة أو النحت، أي شيء آخر يلهيك عن القراءة لفترة وعندما تعود للقراءة ستشعر بأنك تتوق إليها.
   
   
2.  أنت لا تقرأ عادة وتحاول أن تثقف نفسك عبر القراءة وهذا جيد جداً ويدل على نضوجك، على أية حال، البدء بشيء لا يروق لك حقا لكنك تشعر بأنه عليك أن تفعله لمصلحتك أمر صعب جداً، لكنه ليس مستحيلاً، وهنالك طريقة فعالة لحل هذه المشكلة وهو التدريج، حيث أنه من المستحيل أن لا تشعر بالملل إذا أجبرت نفسك على القراءة المكثفة من المرة الأولى، عليك أن تقرأ عدد صفحات بالتدريج على سبيل المثال في اليوم اقرأ لمدة 15 إلى 10 دقائق، وبعد مرور الوقت اقرأ تشابتر كامل في يوم وهكذا، لا تعطي نفسك جرعة فوق طاقتك. 
   
   
3.  أنت لا تشعر بالملل بسبب فكرة القراءة إنما مضمون ما تقرؤه، ربما أنت تقرأ نفس الموضوع كل مرة تشتري أو تستعير كتاباً وهذا خاطئ، حيث أنني كما ذكرت عقلنا يحب التجديد، لذلك حاول أن تنوع في نوع القصص التي تقرأها، أو إن لم تكن تلك مشكلتك فإنك ربما لم تجد بعد نوع الكتب المناسب لك حاول أن تجده، وأخيراً ربما المشكلة في أن الكتب التي تقرأها سيئة، قبل أن تقرر قراءة أي كتاب تطرق إلى تقييم الكتاب على مواقع التواصل أو على قوقل، لا تقرأ الكتاب فجأة بل خذ خلفية عنه وعن آراء الأغلبية، ربما تكون هذه فكرة سيئة لأن الأغلبية ليست دائماً على حق أو أن هذا الكتاب المعين قد يعجبك عكس رأي الأغلبية. 

• سبب الملل عند القراءة في تقديري نابع من الآتي:

1. عدم اقتناعي بما أقرؤه. 
2. ضعف الصياغة للمادة المقروءة. 
3. قلة الاهتمام بتطوير الذات.
4. انعدام الحافز أو الدافعية للقراءة.
5. نقص معرفتي بجوانب الضعف المعرفي لدي.
6. اعتقادي الخاطئ ببلوغي كمال المعرفة، ونسياني أن (وفوق كل ذي علم عليم).

• الحلول المقترحة:

1. إقناعي نفسي بأهمية القراءة لتطوير ذاتي.
2. السعي للحصول على كتب أفضل صياغة في تخصصي.
3. تحفيز نفسي وتشجيعها على القراءة لترتقي علما ومعرفة.
4. السعي لمعرفة جوانب نقص المعرفة لتكميلها. 
5. استصحاب ما قاله الإمام الشافعي:

كثيرًا من الأحيان ما أشعر بالملل في أثناء القراءة، ولكن تمكنت من التغلب على هذا الملل من خلال تغيير أنواع الكتب التي أقرؤها؛ أي أقرأ كتاب خيال علمي، ومن ثم كتاب رومانسي، ومن بعدها كتاب رُعب وتشويق، وهكذا، ولكن قد يكون الأمر بالنسبة لك مُختلفًا، لذا سأخبرك ببعض النصائح للقراءة الصحيحة.

وإليكَ القليل من نصائح للقراءة بلا ملل:

1. اقرأ في مكان هادئ، وحاول الاستماع لبعض الموسيقى الهادئة في أثناء القراءة.
2. اقرأ عندما تشعُر بالرغبة بذلك، وتجنّب القراءة في أوقات التعب، والانشغال، وقلة التركيز.
3. اختار مكانًا يُشعرك بالنشاط، ويجعلك تندمج مع الكتاب؛ على سبيل المثال: (أنا استمتع كثيرًا بالقراءة في الحافلة، وفي ساحة المنزل في الأمسيات الباردة).
4. تناول بعض المشروبات التي تجعلك تسترخي في أثناء القراءة، مثل الحليب الدافئ، أو القهوة، أو الشاي، أو العصير أيًا كان المشروب المفضل لديك، وقد قال الشاعر إنجلهارت مرّة: " سيجارة، وكتاب، وفنجان قهوة؛ هذه هي الأشياء الصغيرة التي تواسينا في هذا العالم المضطرب أحيانًا، وفي كل الأيام المُمطرة".
5. اختر الكتب التي تتماشى مع ذوقك الخاص وتفضيلاتك ولا تتبع ما هو شائع أو "الترند"، قد ينشهر كتابًا ويحصل على تقييم عالي، وينقد جيدًا من الجميع، ولكن عند قراءتك له لن يُعجبك، ولا بأس بذلك؛ الحياة أذواق وأراء (بالمناسبة؛ كتاب 100 عام من العزلة لم أستطع قراءة أكثر من 50 صفحة منه على فترات متفرقة، لم يُعجبني ومللت كثيرًا في أثناء قراءته).
6. توّقف عن قراءة الكتاب حالما تشعر بالملل منه، وحاول العودة له في وقت آخر وحالة نفسية مُختلفة، ولو استمر الممل يكون الكتاب مُمل بالنسبة لك ولست بحاجة لإكماله، اختر كتابًا آخرًا.
7. خذ فاصلًا زمنيًا عندما تمل من كتاب، واقرأ كتابًا آخر، وعُد من جديد لقراءة الكتاب الأول، أنتَ لست في مُنافسة ولا بأس من إنهاء كتاب 300 صفحة في سنة!، (شخصيًا رواية الخيميائي أنهيتها في 4 أشهر على الرغم من أنها أقل من 200 صفحة، ولكن لم أستطع قراءتها دون أخذ فواصل زمنية).
8. اقرأ ضمن مجموعة من القرّاء؛ مثل أصدقائك، أو أحد النوادي الثقافية في بلدتك، أو إحدى المجموعات على منصات التواصل الاجتماعي.

الختام عزيزي أن الهدف هو أن تُحقق الفائدة والاستمتاع من القراءة، وليس عليك إرهاق نفسك في القراءة.