أولاً :خصائص شعر المدح في العصر الأندلسي
- كان المدح موجهًا إلى الخلفاء الأمراء والحكام، وتناول جانبين من حياتهم، فالجانب الاول هو الصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه الامير او الخليفة او الحاكم من وفاء و شجاعة وكرم، اما الجانب الثاني فيمثل انتصارات الممدوح التي تمثل نصراً وعزاً للإسلام والمسلمين، ووصف المعارك الحربية التي خاضوها.
- كان يمتاز أسلوب المدح ما بين السهولة والجزالة ، والرقة والفخامة، تبعاً لطبيعة المعاني التي يعبر عنها الشاعر. ولكنه بشكل عام كان يميل إلى التأنق والتجمل في الصياغة والعبارة.
- تختلف طريقة بناء قصيدة المدح بين شاعر وآخر. فبعضهم كان ينهج نهج الأقدمين وشعراء الجاهلية، فيبدأ بمقدمة طللية ونسيبٍ ثم وصف للرحلة ثم يتخلص منها إلى غرض المدح، بينما هناك من الشعراء من يدخل إلى موضوعه مباشرة دون مقدمات طللية. ويقدم صنف ثالث بين يدي ممدوحه شعراً من وصف الطبيعة او الغزل أو الشكوى والعتاب او مجالس الخمر، وبعد ذلك ينتقل إلى المدح.
ثانياً: من أشهر شعراء الأندلس في غرض المدح كل من ابن حمديس وابن زيدون وابن هانئ وابن دراج القسطلي.
- يقول الشاعر ابن حمديس يمدح الأمير أبا الحسن علي بن يحيى:
تُفشي يداك سرائر الأغماد
لقطاف هام واختلاء هوادي
إلاّ على غزوٍ يبيد به العِدى
لله من غزو له وجهاد
ما صونُ دين محمد من ضَيْمِه
إلاّ بسيفك يوم كلِّ جلاد
وطلوع راياتٍ وقود جحافل
وقراع أبطال وكرِّ جياد
- ويقول الشاعر ابن هانئ يمدح إبراهيم بن جعفر:
لا أرى كابن جعفر بن عليّ
ملكًا لابسًا جلالة مُلْك
مثلُ ماء الغمام يندي شبابًا
وهو في حُلّتي تَوَقٍّ ونُسك
يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطـ
ـب وماء الثرى مُجَاجة مسك
- ويقول الشاعر ابن زيدون للوليد بن جهور:
للجهوريِّ أبي الوليد خلائق
كالروض أضحَكه الـغمام الباكي
مَلِكٌ يسوس الدهرَ منه مهذبٌ
تدبيره للمُلك خيرُ مِلاك
جارى أباه بعد ما فات المدى
فتلاه بين الفوت والإدراك
-ومن قصائد المديح قول الشاعر ابن عمار الاندلسي في مدح المعتمد ابن عباد:
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى
والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لنا كافـــوره
لما اســـترد الليــل منا العنبرا
وعلمت حقاً أن روضي مخصب
لما سألت به الغمـــام الممطـرا
من لا توازنه الجبال اذا احتـبى
من لاتسابقه الريـــح اذا جرى
لاشيء أقرأ من شفار حسـامه
من لاتسابقه الريـح اذا جــرى
وجهلت معنى الجود حتى زرته
فقرأته في راحتــيــه مفسراً