ما هي الأغراض الشعرية التي ظهرت في عصر الانحطاط

2 إجابات
profile/إسراء-غسان-حسونه
إسراء غسان حسونه
معلمة لغة انجليزية
.
٢٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ضَعُفَ الأدب والشّعر في عَصِرِ الانحطاطِ عمّا كان عَليه من قَبل، وفيما يَخص الأغراض الشّعرية خِلال هذا العَصر فَقد ظَلّت ضِمنَ إطار الأبواب التّقليدية مِثل الغَزَل والمَديح والرّثاء، واتّسَع نِطاق شِعر الزّهد والتّصوف والمَدائِح النّبوية بِسبب الأوضاع السّياسيّة والاجتماعيّة السّيئة.

هذا وقَد صَوّر بَعض الشّعراء المُتَع الحِسيّة هَرباً مِما يُعانونَه من ألم في الواقِع، وآخرون غَرِقوا بالحديثِ عن نَعيمِ الآخرةِ مُلتمسينَ التّعويض عن حِرمانهم.

أما بالنّسبةِ للنثرِ الفنّي في الكِتابة الدّيوانية والرّسائل الإخوانية فَقد غَلبَت عليها الرّكاكة والابتذال، وأصبَح فيها نَوع من التّكلّف.

لماذا سمي بعصر الانحطاط؟
أهَم هذِه الأسباب، أولاً ضُعف الابتكار وتَوليد الأفكار في المَجالِ الأدبي. ثانياً ضُعف ورَكاكة اللّغة العربية، واللَغة الفُصحى بالتّحديد. ثالثاً تَأثير تَسلط المَماليك الأعاجم على الحَياةِ السّياسية، خُصوصاً بَعد زَوال الخِلافة العَباسية، وأصبحت السّلطة للسلاطينِ المَماليك الذين يُتقِنون فقط لغة العُنف، مما أدى إلى اضمحلال الخَيال والمَشاعر الصّادقة.

رابعاً شُعور النّاس بخيبةِ الأملِ بسببِ الأحوال السّياسيةِ المُضطربة وزَوال الحُريّة الشّخصية. خامساً انتشار الفَقر والمَرض واليَأس بينَ النّاس وكذلِك سُوء الأحوال الاقتصاديّة والاجتماعيّة. سادساً انشِغال النّاس بمِهَن أخرى كمِهنة اللّحام والخباز وشعور النّاس بالمَمل من الحياة وعدم رغبتهم بالأدب. سابعاً فُقدان مَجموعة من الكُتب الأدبية خلال الهُجوم الصليبي والمَغول. ثامناً عَدم وجود تَشجيع من الخُلفاء والحُكام بالأمورِ الشّعريّة. تاسعاً إلغاء الدّواوين مِثل ديوان الإنشاء الذي جَمع عُظماء الرّجال في الأدب واللّغة عَبر الزّمن.

الفترة الزّمنية لعصرِ الانحطاط
تُقدّر الفَترة الزّمنية لهذا العَصر خمسة قرون مُمتدّة مِن سُقوط بغداد على يَد المَغول في 1258 م إلى 1798 م العام الذي رَسَت فيه سُفُن نابليون على شَواطئ مَصر.

خصائص الأدب في عصر الانحطاط:
1- انحِصار الفُنون الأدبية في هذا العَصر بالنّثرِ في الكتابَةِ الديوانيّة والرّسائِل الإخوانيّة والنَثر العِلمي. وأغراض الشّعر فاقتصر على التقليديّ كالمدحِ والفخرِ، وظهرَ الشّعر التعليميّ كغرضٍ جديدٍ في هذا العصر.

2- قِلّة المَوضوعاتِ الشّعريّة فكانَ مُعظمها عن جانبين؛ الجانب الإباحيّ المُتمثل في الخمريات ومَجالس اللّهو، والجانب الدّيني مثل شِعر الزّهد والتّصوف، والمَدائح النبويّة كردّ على الجانب الإباحي.

3- قِلّة المَعاني المُستخدمة الذي أدّى إلى تِكرارها، والتّعبير عن المَعنى البَسيط بكلماتٍ وألفاظٍ كثيرةٍ.

4- كُثرة استخدام المُحسّنات البَديعيّة في الموضعِ الغير مُناسب كالسجعِ والجِناسِ والتّورية.

5- سوءُ استخدامِ الصّور الفنيّة البَيانيّة من غير أدائِها لوظيفةِ التّوضيح، بالإضافةِ إلى التّكييف.

* النثرِ العلميّ هو النثرُ الذي يَضم المَفاهيم العلميّة من نَظرياتٍ أو حقائقٍ أو تجاربٍ لغويّةٍ أو تاريخيّةٍ. وقد تميّز هذا النّوع من النَثرِ العلمي بالخَصائص الآتيّة في هذا العصر:

1. التّحديد والدّقّـة وكُثرة استخدام المُصطلحات العلميّة.

2. استخدام العَفويّة والابتعادِ عن التّعقيدِ في الأسلوب.

3- قلّة استخدامِ الصّور الفنيّة والمُحسّنات البديعيّة.

*الشّعر التّعليمي هو الشّعر الذي اشتهر في عصرِ المماليكِ ويُعْنَى بتنظيمِ العلوم ومعارفها المتنوّعة في قالب شعري لتسهيل الحفظ والتعلّم على الطّلاب، وقد تميز هذا الشعر بعصر الانحطاط بالخصائص الآتية:

1- الدّقّـة والموضوعيّـة.

2- التّركيزِ على الحقـائقِ العلميّـةِ والمعرفيّـة.

3-الابتعاد عن الخيالِ والأسلوبِ المباشر.

4- استخدام الأوزان الخفيفة مثل بحر الرجز.

أشهر شعراء هذا عصر الانحطاط: 
على الرّغم من ضعف الأدب والشّعر في هذا الزّمن، إلا أنه برز بعض الشّعراء فيه ومنهم: 

1. صفي الدين الحلي ابن الحلبي القلقشندي الجوهري ابن نباته الفيروز ابن خلدون. 

2. لسان العرب لابن منظور (1232/1311 م). 

3. تاج العروس في شرح جواهر القاموس للزبيدي (1732/1790 م). 

4. صبح الأعشى للقلقشندي (1335/1418 م). 

5. مقدمة بن خلدون التونسي. 

6. مختار الصحاح للجوهري (1398). 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
شهد الأدب العربي عمومًا ضعفًا في عصر الانحطاط، وذلك يرجع للآتي: 

  1. طبيعة تلك الأوقات وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. 
  2. ضعف تشجيع الحكام للأدباء والشعراء نتيجة الأوضاع الراهنة التي كانت تتجه نحو السوء أكثر فأكثر. 
  3. ضياع مجموعة كبيرة من الكتب خلال الحروب الصليبية وغزو المغول. 

وصحيح أن الأدب العربي شهد ضعفًا كبيرًا في تلك الفترة إلا أن هذا لا يعني انعدام وجوده وكتابته، فكانت أغراض الشعر تشمل الأغراض الشعرية المعتادة مثل: الوصف والفخر والغزل والهجاء والمدح والرثاء، إلا أن بعض هذه الأغراض تم تحوير اتجاهها ليقصد بها فئات مختلفة، وإليك توضيحًا لذلك: 

  • اتجه الهجاء مثلًا لنقد العادات الاجتماعية بدلًا من الشتم والنقد اللاذع. 
  • وبالنسبة للغزل فإن مساره تغير بعض الشيء بسبب اختلاف العادات الاجتماعية وطبيعة المعيشة عنها في العصور السابقة، فأصبحت لقاءات العشاق أقل استحالة، وخفت لوعة الحرمان بسبب طبيعة المعيشة التي أتاحت الإختلاط بين الجنسين. 
  • ظهر الغزل الواقعي الذي يصف واقع الحال الذي آل إليه المجتمع نتيجة هذا الاختلاط، ومن أمثال رواد الشعر الرومنسي في هذا العصر نزار قباني. 
  • عبر شعر الحب في تلك الفترة عن المشاعر الإنسانية العميقة وكشف عن طبيعة مشاعر الحب. 
  • أما بالنسبة لشعر الوصف فإنه اتجه لوصف حالات النفس والتعبير عنها وعن خلجاتها. 

وإضافةً لهذه الأغراض التقليدية التي اتجهت لاتجاهات مختلفة؛ فقد ظهرت بعض الأغراض الشعرية الجديدة مثل الشعر الملحمي والشعر الاجتماعي والشعر السياسي، وجاءت هذه الأغراض تماشيًا مع ظروف الوقت الراهن التي عاشتها المجتمعات في تلك الفترة.