1258-1798 م عصر الانحطاط أو عصر الضعف، وهو العصر الذي شهد سوءًا في مختلف نواحي الحياة: الاجتماعية، السياسية والاقتصادية نتيجة الفتن والخلافات المذهبية مما ساعد الأمم الأخرى بالتكالب على الدول العربية واحتلالها والهجوم عليها، مثل الحملات الصليبية وهجوم التتار والمغول.
أثرت هذه المحن على الحياة الأدبية والثقافية على نحو خاص،
ومن أبزر مظاهر الضعف الأدبي في هذه الفترة:
- ضعف الفنون الأدبية وقلتها على صعيد الفن الشعري والنثري، فاقتصرت الفنون النثرية على النثر العلمي والرسائل الإخوانية والكتابة الديوانية، ثم فارقت الكتابة الديوانية أخواتها في العصر العثماني.
- اقتصار الفنون الشعرية على دائرة ضيقة وتقليدية من الأغراض الشعرية مثل الفخر والمدح.
- شيوع تيار الشعر الإباحي والخمريات إضافة لوصف مجالس اللهو، وظهر التيار الديني ليمثل رداً على التيار الأول فشاع شعر الزهد والمديح النبوي والتصوف.
- البعد عن نظم القصائد الطويلة والميل إلى نظم المقطوعات القصيرة.
- استخدام الكلمات الصريحة في الوصف ودخول الألفاظ المعربة والعامية.
- المضامين الرتيبة المعروفة والاتجاه للتكرار ووصف الأشياء المألوفة بعيداً عن الإبداع والوصف الخلّاق.
- كثرة الكلمات مع قلة المضمون، ودوران المعاني حول نفسها دون إنتاج معانٍ جديدة.
- التكلف في الألفاظ الإسراف في فنون البديع واستخدام المحسنات البديعية في غير مواضعها مثل الجناس والسجع، والتنميق اللفظي المبالغ فيه، مثل كتابة قصيدة خالية تماماً من النقاط، أو قصيدة تقرأ بشكل معكوس، وهذا ينم عن الفراغ في عقول ومخلية الشعراء الذي دفعهم للاهتمام بصورة مبالغة في المبنى وإهمال المعنى.
من أبرز أعلام هذا العصر: البوصيري، ابن خلدون، ابن خلكان، ابن نباتة، القزويني، النويري، ابن منظور، ابن بطوطة.
أما الأسباب التي أدت إلى تراجع وضعف الأدب العربي في عصر الانحطاط فيمكن إجمالها بـ:
1. تردي الأحوال والأوضاع واضطراب الحياة من كافة جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
2. إهمال الأمراء والحكام للشعراء وعدم تشجيعهم ودفعهم نحو الإبداع.
3. إلغاء ديوان الإنشاء.
4. ضياع الكثير من الكنوز العربية من الكتب والدواوين خاصة من بغداد بفعل هجمومات المغول والتتار والحروب الصليبية.
5. فقدان اللغة العربية هيبتها ومكانتها كلغة رسمية في البلاد العربية لتحل مكانها كل من اللغة الفارسية والتركية.