إن هذه المسببات التي تؤدي إلى الأرق كثيرة جدًا، وبالطبع فإن طبيعة الجسم لها دور رئيسي في ذلك، لذا لربما تختلف الأسباب من شخص لآخر، إلا أن الرئيسية منها والمتعارف عليها هي الأكثر تأثيرًا.
وربما هذا هو السبب الأوسع انتشارًا. إن تناول الكافيين بكميات كبيرة خلال اليوم، أو باقتصار وقت على موعد ما قبل النوم سيسبب الأرق بالتأكيد. ومن المعروف أنه منتشر في أطعمة ومشروبات كثيرة؛ كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.
يبدو أن أكثرنا معتادٌ على أخذ فترات الراحة على شكل قيلولة خلال النهار، ورغم فوائدها الكثيرة، إلا أنها تكون السبب في التأثير على النوم ليلًا. ويعتمد ذلك على الساعة التي تأخذ بها استراحتك، إذ يُنصح أن لا تكون بعد الساعة الثالثة ظهرًا، وإن شعرت بتعب أو إرهاق؛ حاول أن تكتفي بغسل وجهك بماءٍ بارد.
لا أتحدث هنا عن الوجبات الخفيفة قبل النوم، بل اتحدث عن الوجبات الكبيرة الكاملة التي تسبب في تنشيط الدماغ وتسريع عمليات الاستقلاب التي ستؤثر بالتالي عليك وتحرمك من النوم. وإن استطعت النوم فعلصا، فستعاني غالبًا من الكوابيس، أو سوء الهضم. إلا أنه ليس الجميع يلاقي هذه النتيجة، وهنا تلعب الاختلافات الجسدية بين الأشخاص هذا الدور. لذا ستعرف إن كانت هذه الوجبات المتأخرة ستؤثر عليك إن بدأت بالتسجيل في دفتر صغير عن ماذا تشعر بعد الوجبة الليلة.
من منا لا يظن أن كأس من مشروب كحولي هي طريقة جيدة لإنهاء اليوم؟ إلا أن ذلك غير صحيح. حيث أن المشروبات الكحولية تؤثر على النوم العميق الذي يحتاجه جسمك ودماغك بشكل أساسي. وربما تشعر أن هذه المشروبات تشعرك بالنعاس، إلا أنها عادة ما ستوقظك بعد ساعاتٍ قليلة.
إن ممارسة الرياضة خلال اليوم يؤثر بشكلٍ ما على الساعة البيولوجية وبالتالي على تنظيم وظائف الجسم والدماغ والتي تساعد بالتالي على حصولك على النوم المناسب. أما فيما يخص ممارسة هذه التمارين قبل موعد النوم مباشرة، فهو يعد سلوكًا خاطًئ، إذ أنه ينصح بترك ما لا يقل عن 3 ساعات بين ممارسة التمارين الرياضية وموعد النوم. ويُذكر إن هذا لا يؤثر على الجميع بنفس الدرجة إلا أنه امرٌ شائعٌ عند البعض.
الأفكار الكثيرة حول ما فعلت ولم تفعل خلال اليوم والتي تسبب القلق قد تستطيع إيقاظك طوال الليل. ومن الأمور التي قد تساعدك في هذه المشكلة، هي أن تتعود على تسجيل الأمور التي عليك إنجازها وشطبها من القائمة عندما تنتهي. بهذا لن تجد ليلًا شيئًا تقلق بشأنه.
وما زال هناك المشاكل النفسية والتي اعتدت ان تتجاهلها، أو الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية قبل النوم التي ستجعلك مركزًا معها وتنسيك النوم، أو مثلًا الجدالات الحادة التي تحدث بعد العشاء وتبقيك مستيقظًا طويلًا. وغيرها الكثير من الأمور التي بإمكانك معرفتها بنفسك عن طريق مراقبة ممارساتك وتنظيمها.