الفنون و الرسم تحديداً هو حلقة الوصل التي تربط عالم الخيال مع الواقع، وتمكن الإنسان من إكتشاف ذاته، و تجسيد روحه بخطوطه و الوانه، عرف فن الرسم منذ القدم، و انبثقت منه حركات عديدة جسدت التصورات المختلفة للفنانين عبر العصور.
ولعل الحركة الفنية التي غيرت نظرتي للفن وتحديداً الجزء الذي يعكس الجمال و الواقع في اللوحات التي تحمل طابع الرتابة، و تصور الأشكال بصورة يغلب عليها النظام و القواعد، هي الحركة السيريالية.
حيث برز للعالم حركة فنية تدعى الحركة السيريالية التي كسرت القيود الفنية، و خرجت بأعمالها عن الواقع لتمنح للكون لوحات تعبر عن الخيال، و لا تمد للواقع بصلة.
الحركة السيريالية او “Surrealism”، هي حركة فنية تعني ما فوق الواقع او الواقعية الفائقة، حيث انها تجسد الأحلام، و مكنونات العقل الباطن بصورة فنية تجعل المتلقي يسرح في عالم الفنان الداخلي، و تمكنه من رؤية ما يحمله الفنان من تصورات و وقائع بعيدة عن العالم المرئي.
عملت الحركة السيريالية على إنتاج أعمال مناهضة للفن، تعمل على دمج عالم الخيال و الأحلام لإنتاج صورة واقعية، أو عمل فني يعرف بأسم السيريالية.
بالنسبة الي، و لعل اللوحة التي غيرت تصوري نحو الفن وجعلتني أومن بأن الفن يجسد عالم شاسع يحمل بين طياته العديد من الغصون الذي تولد من براعمها العديد من الأفرع بصورة سرمدية ليس لها نهاية، هي لوحة إصرار الذاكرة للفنان سيلفادور دالي، ان السبب وراء ملامستها لتصوراتي و تغير نظرتي، هي كمية الإبداع المتجسد في تفاصيلها، و قدرتها على كسر القالب المتعارف عليه للفنون، و اظهار موقفها النسبي من الزمن بصورة خالية من الواقعية لتترك بصمتها في عالم الفن، و تأسس قاعدة فنية جديدة تجسد افكارها.
الفن هو لغة يعبر فيها الفنان عن ما يدور بداخله سواء كانت روحه تستنبطها من الواقع او انها تألف حكاياتها من الخيال، لذلك يستمر الفنان في الدوران في حلقات الفن دون ان يدري اين خط النهاية.
13 مشاهدة
