يعدّ العصر الأمويّ عصر ازدهار وتطوّر لمختلف أنواع الأدب بما فيها الخطابة، فقد تعرّضت الخطابة في هذا العصر لتطوّر كبير جرّاء الأحداث الّتي كانت تعاينها البلاد الإسلاميّة أيّام الأمويين تبعًا للفتوحات الكبيرة ولمجريات هذا العصر الّتي أخذت مناحٍ مختلفة عمّا قبله بسبب الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة الّتي تطوّرت بسبب اتّساع رقعة الحكم وتغيّر نظام الإمارة الإسلامية ودخوله في منحىً جديد مع الأمويّين.
فقد اتّسعت الخطابة أيّام الأمويّين لتشمل جميع الأنواع من سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة وغيرها، إلّا أنّ النصيب الأكبر من التطوّر والانتشار كان للخطبة السياسيّة الّتي أجريت عليها تعديلات كثيرة بسبب الحاجة الّتي طرأت لاستخدام مثل هذا النوع من الخطابة مع المسلمين وغير المسلمين، فصار الخلفاء ووجهاء القوم بالإضافة إلى الأدباء معنيّين بهذا النوع من الخطابة خاصّة لما له من أثر في تحقيق الأهداف المرجوّة من التوسّع في الحكم وتمكينه في أيدي الأمويّين.