لماذا تستعمل الأزمة في القصائد؟

أعتقد أن المقصود بسؤالك عن السبب في استخدام الأزمات المختلفة ضمن القصائد الشعرية. وهذا يعود لكون الشعر والخطابة من أول الفنون التي برز بها العرب وتفننوا في نظم كلماتها بشكل يوضح مدى جمال لغتنا العربية من جهة ومدى غزارة محتوياتها من جهة أخرى.

ومع مرور الشعر بعدة مراحل أدت لتطويره، بات الشعر بمثابة وسيلة كان الشاعر يستخدمها كنوع من الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق. وبعد أن كانت القصائد تقتصر على كلام الحب والغزل غير المبتذل، باتت القصائد تعالج كل ما نعيشه في حياتنا اليومية حيث ظهرت القصيدة الثورية والقصيدة الوطنية وما غير ذلك من الأنواع المختلفة للقصائد.

وكمثال على ما أقول، لو عدت معي للوراء، وتحديدا للعصر الأموي، ستجد أن الشعر في ذلك العصر شهد انتعاشا كبيرا وتعددت مواضيعه وبات يناقش الأزمات السياسية التي شهدها ذلك العصر. ونظرا لتعلق الناس بالشعر، هذا الفن الذي يلامس أوجاعهم ويعبر عنها بأصدق ما يمكن للتعبير أن يكون، أصبحت مسألة التعبير عن الأزمات من خلال الشعر بمثابة أفضل وسيلة للفت النظر للأزمة والسعي لحلها، فهذا كان الهدف من وراء هذا الأمر الذي ذكرته في سؤالك.

وقد استمر هذا الأمر في العصور التالية وصولا لعصرنا الحالي الذي باتت فيه القصيدة الوطنية من أشهر القصائد والشعراء الذين ينظمونها من شعراء الصفوف الأولى في مجالهم.