الدولة الفاطمية أو الفاطميون أو ما يسمى بالدولة العبيدية (969-1171 م)
فبعد موت حاكم الدولة الأخشيدية( أبى المسك كافور الإخشيدي-سنة 357هـ) التي كانت تحكم مصر شهدت تلك الدولة انحدارا كبيرا، ووصلت أنباء هذه الحال إلى معز الدين الفاطمي، فبادر باستغلال الفرصة بإرسال جيش فاطمي تعداده مائة ألف جندي كان قائده ( جوهر الصقلي ) لضم مصر إلى دولته، لم يبدى المصريون أى مقاومة تذكر للفتح الفاطمي نتيجة هذه الأوضاع، وقد استبشروا بقدوم حكام جدد لهم عوضا عن الإخشيديين، خصوصا بعد خطبة قالها جوهر الصقلي باسم معز الدين الفاطمي عندما دخل مصر،
فقد قدم فى هذه الخطبة وعوداً عديدة منها :
1- تجديد سكة النقود لتجنب الغش فيها .
2-تخفيف الضرائب الشديدة التى فرضها الإخشيديون.
3-حماية المصريين من خطر دولة القرامطة بالمشرق.
4-منح أهل السنة الحرية بممارسة مذهبهم على طريقتهم.
وبسبب هذه الوعود تقدّم الناس واحداً واحداً للسلام والمبايعة والإذعان للفاطميين، فلما فرغوا من السلام عليه عاد الناسُ إلى الفسطاط.
- فلما زالت الشمس في ذلك اليوم أقبلت العساكر، فعبرت الجسر، ودخلت أفواجا أفواجا، ومعهم صناديق المال على البغال، ويقال إن المال كان في ألف وخمسمائة صندوق، وأقبل جوهر في حُلة مذهّبة مثقل في فرسانه ورجاله، وقاد العسكر بأسره إلى منطقة مفتوحة في شمال الفسطاط كانت تسمى المناخ "مناخ الإبل"، وهو الموضع الذي كان المعز قد قرر بناءه عاصمة جديدة له في مصر، وهو موضع القاهرة، وأول ما ابتدأ به جوهر بناء القصر الكبير.
- فلما استقر القائد الفاطمي ( جوهر الصقلي ) في القاهرة وجاء المصريون ليهنئوه، فوجدوه قد حفر أساس قصر الحكم والخلافة في الليل. ويُقال إن جوهر لما بنى القصر، وأدار على العاصمة الجديدة السور سماها: المنصورية، فلما قدم المعز لدين الله إلى الديار المصرية سماها القاهرة .
- ويعود سبب تسميتهم بهذا الاسم هو تبركهم بالسيدة فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم .
- وكان مذهب الفاطميون : هو المذهب الشيعي الذي قاموا على نشره في المشرق العربي ثم قام العباسيون بإضطهادهم فتوجهوا إلى بلاد المغرب العربي ثم إلى مصر وما حولها ، ثم وصلوا إلى بلاد الشام وصقيلة والحجاز - حيث امتدت خلافة الدولة الفاطمية ما يقارب مائتي عام .
- كانوا يقاتلون باسم المهدي المنتظر والذي كانوا يبشروا بقرب ظهوره ، وكان ذلك خلال العصر العباسي ،
- وقد اختلفت المصادر التاريخيَّة حول تحديد نسب الفاطميين، فمُعظم المصادر الشيعيَّة تؤكِّد صحَّة ما قال به مؤسس هذه السُلالة، الإمام عبيد الله المهدي ، وهو أنَّ الفاطميين يرجعون بنسبهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فهُم بهذا عَلَويّون، ومن سُلالة الرسول محمد عبر ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
- وقد أنكرت بعض المصادر هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدي إلى الفرس أو اليهود - وهذا هو الأرجح والله أعلم .
أسس الفاطميّون مدينة المهدية في ولاية إفريقية سنة 300هـ المُوافقة لِسنتيّ 912 - 913 م، واتخذوها عاصمةً لدولتهم الناشئة، وفي سنة 336 هـ المُوافقة لِسنة 948 م نقلوا مركز الحُكم إلى مدينة المنصورية ، ولمَّا تمَّ للفاطميين فتح مصر سنة 358 هـ المُوافقة لِسنة 969 م أسسوا مدينة القاهرة شمال الفسطاط ، وجعلوها عاصمتهم، فأصبحت مصر المركز الروحيّ والثقافيّ والسياسيّ للدولة، وبقيت كذلك حتّى انهيارها.
- وقد استمرَّت الدولة الفاطميَّة تُنازع حتّى سنة عام 1171م عندما استقلَّ القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي بمصر بعد وفاة آخر الخُلفاء الفاطميين، وهو عبدالله العاضد لدين الله، وأزال سُلطتهم الإسميَّة بعد أن كانت سُلطتهم الفعليَّة قد زالت مُنذُ عهد الوزير بدر الدين الجمالي .