تعد صلاة الليل أو قيام الليل من أقوى الصلة بين العبد وربه ويتفق على ذلك أهل السنة والشيعة.
أما صلاة الليل عند الشيعة:- فيذكر أهل الشيعة عن صلاة قيام الليل بأنه الصِلةٌ بين العبد وربه والتي تكون في وقتِ الخلوة بينهما.
- فيبدأ بمناجاة ربه بقلب ذليل راغبا وطالبا من الله تعالى ما يشاء فبها تطيب الرائحة، ويبيض الوجه، ويكثر الرزق، ويُزْهِرُ نور بيت المصلّ لأهل السماء، وتُزيل وحشةَ القبر، وقد تظافرت الروايات في التشويق والترغيب والتأكيد لما لهذه النافلة من أهمية وفضل:
- فقد ورد عن إمامهم الإمام الصادق أنه قال: ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل
وقال أيضا عن فضل قيام الليل أنها شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفُّ الأذى عن الناس»
- وتبدأ صلاة الليل من أول الليل وإن كان الأفضل الإتيان بها بعد انتصاف الليل وكلما قرب السحر فهو أفضل.
- وتصلى ثماني ركعات وتصلى بنية نافلة الليل، فتصلى ركعتين ركعتين بتشهد وتسليم، ثم تصلي ركعتين بنية الشفع ثم ركعة واحدة بنية الوتر،
- ويجوز أن تقتصر صلاة الليل على الشفع والوتر فقط، أو على ركعة الوتر خاصة.
- كما أنه يجوز الإتيان بها وكذا غيرها من النوافل في حال المشي، كما يجوز الإتيان بها في حال الجلوس اختياراً.
- ويستحب في قنوت الوتر أن يستغفر الشخص لأربعين مؤمناً (بأن يقول اللهم اغفر لفلان) وبعده تستغفر لنفسك بأن تقول (استغفر الله ربي وأتوب إليه) سبعين مرة ثم تقول (هذا مقام العائذ بك من النار) سبع مرات ثم تقول "العفو" ٣٠٠ مرة وتتم الصلاة.
وقد وردت في صلاة الليل الكثير من المستحبات عند الشيعة منها:- إذا استيقظ الشخص من النوم عليه أن يقول: الحَمْدُ للهِ الَّذي أَحْيانِي بَعدَ أَن أَماتَنِي وَإلَيْهِ النُّشُور، الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي لأحْمدهُ وَأَعبُدَهُ».
- وعند القيام من الفراش قال: «اللّهُمَّ أعِنِّي عَلى هَوْلِ المُطَّلَعِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ المُضْجَعَ وَارزُقْنِي خَيْرَ مَا بَعْدَ المَوْتِ
- وإذا شرع بصلاة النافلة قرأ في الأولى الحمد والتوحيد، والثانية الحمد والكافرون
- ويقرأ بالركعات الست الباقيات الحمد وما يشاء فيها من السور، ويمكن الاقتصار في الجميع على الحمد فقط.
ويستحب في قنوت الليل أن يقول: «سَبْحَانَ اللهِ» ثلاث مرات، أو تقول: «اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَعَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير»، أو تقول: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَ الأَعزُّ الأَجَلُّ الأَكْرَمُ».
ومن الأدعية المستحبة في قيام الليل
قراءة دعاء: إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقصدَكَ القاصِدُونَ وَأمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعرُوفَكَ الطالِبُونَ وَلَكَ فِي هذَا اللَّيل نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقُ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ وَها أَنا ذَا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ فَإنْ كُنتَ يا مَوْلايَ تَفَضَّلتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى أحَد مِنْ خَلْقِكَ وعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ وجُدْ عَلَيِّ بِطَوْلِكَ وَمعْرُوفكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خَاتَم النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطّاهِرِينَ وَسلَّمَ تَسْلِيماً إنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ إنّي أدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاستَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ».
- كما يستحب الدعاء بما يشاء، وأن يكون البكاء أو التباكي والخشوع ظاهراً وباطناً في حالة الصلاة والدعاء وأن يقرأ سبع مرّات: هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّار».
والاستغفار سبعون مرة بقول: أسْتَغفِرُ اللهَ رَبِّي وَأتُوبُ إلَيْهِ».
وفي رواياتهم أنه من قام قبل الفجر وصلّى الوتر وركعتي الفجر كُتب له صلاة الليل
وعن إمامهم الصادق أنه قال: أما يرضى أحدكم أن يقوم قبيل الصبح ويوتر ويصلي ركعتي الفجر وتكتب له صلاة الليل
وعند أهل الشيعة يستحب بل يعتبرونه من الجواز أن يقضي صلاة الليل في الصباح إذا فاتته أثناء الليل
وفي رواياتهم أن من يقضيها: يباهي الله به ملائكته فقال: أما ترون عبدي هذا، قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها عليه، اشهدوا أني قد غفرت له»