دعاء النُدبة: هو من الأدعية المشهورة عند بعض الشيعة وقد تم نسبه إلى إمامهم الثاني عشر عند الشيعة وبعض الشيعة يحرصون على قراءته ويبتهلوا فيه إلى الله تعالى في كل يوم جمعة كما أنهم يخصصوا عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير لقراءته، تبعاً للروايات الواردة في فضله على حسب زعمهم.
أما سبب تسميته بدعاء الندبة: لأنه يشتمل على الندب واللطم والنياحة لفراق الإمام الثاني عشر والأخير عند الشيعة الاثني عشر وهو ما يسمى بالإمام الحجة (عج)
ولكن هناك فئة من الشيعة لا يعترفون به ويقولون بأن هذا الدعاء لا أصل له وغير مشروع
وبعضهم من قال: أن دعاء الندبة غير معتبر، وقراءته بعنوان الاستحباب غير مشروعة، كما أن قراءته برجاء المطلوبية بما يشتمل عليه من تلكم الفقرات غير مشروعة أيضاً.
وقد زعم بعض الشيعة أنه ورد عن السيد ابن طاووس وهو من (كبار شخصيات الشيعة) بأنه قال (ذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي قُرَّةَ، نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَزَوْفَرِيِّ دُعَاءَ النُّدْبَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الدُّعَاءُ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى بِهِ فِي الْأَعْيَادِ الْأَرْبَعَةِ.)
أما كيفية الشروع به:
أنه يبدأ الدعاء بالحمد ويستمرّ الدعاء حتى يصل إلي عبارات تتحدّث عن فترة من حياة النبيّ عليه الصلاة والسلام ثم يصل الدعاء إلى العبارات التي تشكو عن غيبة الإمام الثاني عشر عند ويختم ببعض أدعيتهم .
- وهذا ما جاء به دعاء الندبة عند الشيعة فهو على النحو الآتي: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا جَرَى بِهِ قَضَاؤُكَ فِي أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ مَا عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ الَّذِي لَا زَوَالَ لَهُ وَ لَا اضْمِحْلَالَ ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجَاتِ هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِهَا وَ زِبْرِجِهَا ، فَشَرَطُوا لَكَ ذَلِكَ ، وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّنَاءَ الْجَلِيَّ ، وَ أَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ ، وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّرَائِعَ إِلَيْكَ ، وَ الْوَسِيلَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ ، فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلَى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْهَا ، وَ بَعْضُهُمْ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ مَعَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلًا ، وَ سَأَلَكَ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرَةِ فَأَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذَلِكَ عَلِيّاً ، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً ، وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَ وَزِيراً ، وَ بَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّنَاتِ ، وَ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً ، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهَاجاً ، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِيَاءَ» ثم تبدأ الندبة لما جرى على أل البيت والندبة والاستغاثة بالإمام الثاني عشر (عج): بقولهم «أيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، أيْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاْمْتِ وَاْلعِوَجِ، أيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، أيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْيَاءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، أيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ وَالطُّغْيَانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء، ِ أيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالاِْفْتِراءِ، أيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، أيْنَ مُسْتَأصِلُ أهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالإلْحادِ، أيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِيَاءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ، أيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى، أيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، أيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِيَاءُ، أيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ، أيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِيَاءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِيَاءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، أيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، أيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا، أيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى، أيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى.
«فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ أَقَامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَ عَلَى آلِهِمَا هَادِياً ، إِذْ كَانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ، فَقَالَ ـ وَ الْمَلَأُ أَمَامَهُ ـ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ، وَ قَالَ مَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ ، وَ قَالَ أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى ، وَ أَحَلَّهُ مَحَلَّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، فَقَالَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَ أَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ مَا حَلَّ لَهُ ، وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ ، ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ ، فَقَالَ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا ، ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي ، لَحْمُكَ لَحْمِي ، وَ دَمُكَ دَمِي ، وَ سِلْمُكَ سِلْمِي ، وَ حَرْبُكَ حَرْبِي ، وَ الْإِيمَانُ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي ، وَ أَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَلِيفَتِي ، وَ أَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنْجِزُ عِدَاتِي»
وإن من فضائل قراءة هذا الدعاء أنه يعمق في نفوسهم أمل الانتظار والثقافة الروحية فيه تمثل عندهم قضية عبادية وأمراً إلهياً وشرعياً.، وأن من يقرءه يثاب عليه وأن من يلتزم به يحصل على الأمل الذي ينتظره