قال الله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) سورة نوح 10/13
- في هذه الآية الكريمة يبن الله تعالى فضل الاستغفار وآثاره في حياة العبد المسلم وفي آخرته ومن يكثر الاستغفار ينال من الله تعالى الخير والمغفرة وبان للاستغفار أثر كبير وطيب في حياة العبد المسلم.
- فالعبد الذي يكثر من الاستغفار يخصه الله تعالى بالرحمة والمغفرة في الحياة الآخرة، كما أن للاستغفار خير وبركة تحل على المستغفر في حياته لقول الله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) أي: بكثرة الاستغفار سيرسل الله مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد، ويحيي البلاد والعباد. كما أنه من كثرة الاستغفار سيكثر الله تعالى المال وتدركون ما تتمنوه من ولد ومال لقبوله تعالى {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} وأبلغ من كل هذا فإن بالاستغفار سيرفعك الله به في جنات نعيم {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
- كما أن الآية تبين لنا ما يحمله لاستغفار من وجود الكثير من الثمرات والفوائد فيكون كما ذكرنا سبب في طلب المال والولد والإمداد بالمطر وغيرها من الأمنيات والحاجات
-ولا يوجد صيغة ثابتة ومحددة للاستغفار ولا طريقة ثابتة أو وقت وزمان محددين فهو مشروع ومستحب في كل وقت وحين، وتتأكد مشروعيته وتكون واجبة في حق المسلم عندما يغترف العبد الذنب.
ومن أفضل صيغ الاستغفار:
سيد الاستغفار وهو أفضلها
وهو أن يقول العبد: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
فإن الاستغفار مجرب في زيادة المال فكثير من الناس أصابهم الفقر والفاقة فلزموا الاستغفار في مجالسهم وفي قعودهم وجلوسهم وحتى أنهم خصصوا وقتا معينا في السحر للاستغفار وهو أفضل الأوقات لقول الله تعالى (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الذاريات آية 18
فيبين لنا الله تعالى أن الاستغفار في الأسحار من أفضل الأوقات بل فيها ساعة يتنزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيقبل التوبة والدعاء والاستغفار من عباده
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ حتى يطلع الفجر) متفق عليه
-وأذكر هنا تجربة إحدى الأخوات التي أعرفها تقول بأن الديون قد تكالبت عليها وأنها قد أصيبت بشيء من القتر في الرزق فتقول لزمت الاستغفار فكانت تستغفر أكثر من ألف مرة باليوم وتكثر منه في الثلث الأخير من الليل وتقول والله ما هي إلا أيام قليلة والفرج يأتي بالرزق تقول بأن والدها قام بتوزيع مبلغ كبير من المال عليه وعلى إخوتها وتقول بأنها استطاعت قضاء دينها وشراء ما كانت تحتاجه
فينبغي على المسلم أن يكثر من الاستغفار في المجالس وفي العمل وفي الطرقات وفي كل مكان وكل حين لأنه لا يدري متى تتنزل الرحمة ويستجاب لك
-فقد ورد هذا الأثر عن الحسن البصري أنه قال:
أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة.
فمن غلبه القهر والحزن والغم ويا من له حاجة وسكن في قلبه الخوف من الرزق ويا من فقد وظيفته أو كان في ضائقة دنيوية فعليه بملازمة الاستغفار في أي وقت شاء وفي أي حين. ويبشر بالخير والرزق من الله تعالى