ما هو حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١١ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
لا يجوز للزوج ان يترك معاشرة زوجته دون مبرر او عذر ويعد عاصيا بفعلته تلك ، وذلك أن الإسلام شرع الزواج لتحقيق مصالح عظيمة منها إعفاف كل من الزوجين للآخر وإيجاد السكن والطمأنينة قال تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " ، فبدون حصول مثل هذا السكن والطمانينة تنتفي مقاصد الزواج ويصبح صورة لا واقع لها .
ومن المقاصد الرئيسة للزواج أن يشبع كل من الزوجين حاجة الآخر الغريزية ليعفه ويعينه على الطهر والنقاء ، ويبعده عن طرق الحرام وخطوات الشيطان ويغلق أبوابه عليه .
وكما ان للزوج حق على زوجته ان تستجيب لدعوته للفراش إذا دعاها وان عليها ان تتزين له وتقوم بحاجته ، فكذا الزوجة لها حاجة والزوج مطالب شرعا بإشباع هذه الحاجة والقيام بشان زوجته ولا يجوز له ترك وطئها ومعاشرتها دون سبب ، وإن وجد المبرر للهجر شرعا فإن هجرها إنما هو بمقدار ما يردعها فقط ثم وجب عليه ان يرجع إلى منحها حقها بالمعاشرة  .
والعلماء متفقون أنه إذا ترك الزوج وطء زوجته أربعة أشهر فإنه يوقف بنهاية هذه المدة من قبل القاضي الشرعي ويخير بين امرين : إما مراجعة زوجته ومعاشرتها بالمعروف ووطؤها ، وإما تطليقها لترى نفسها مع غيره ، فإن رفض طلاقها طلقها القاضي جبرا عنه ، وهذا الحكم هو ما نسميه " الإيلاء " وهو الوارد في قوله تعالى " للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم " .
والصحيح أنه يجب على الزوج أن يعف زوجته ، وأن يجامعها بقدر حاجتها ، وقُدرته .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : عن الرجل إذا صبر على زوجته الشهر ، والشهرين ، لا يطؤها ، فهل عليه إثم أم لا ؟ وهل يطالب الزوج بذلك ؟ .
فأجاب : " يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف ، وهو من أوكد حقها عليه ، أعظم من إطعامها ، والوطء الواجب ، قيل : إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة ، وقيل : بقدَر حاجتها وقُدْرته ، كما يطعمها بقدَر حاجتها وقُدْرته ، وهذا أصح القولين " .
انتهى من " مجموع الفتاوى" .

والله اعلم