ما حكم الشرع في البقاء مع زوج يدمن الخمر ولا ينفق على زوجته؟

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٧ نوفمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
الأصل في موضوع الزواج في الإسلام هو المحاولة على قدر الإمكان المحافظة على بيت الزوجية وعلى الإستقرار والعيش بسلام وذلك يتطلب من كلا الطرفين وخاصة من الزوجة الصبر والعفو والتسامح لأن المرأة بطبيعتها تميل إلى الحنان والرقّة وهي أقدر على استيعاب الرجل ومشاكله بحب ورحمة لحنانة قلبها وسعة شفقتها على أسرتها.
أما الإدمان على الخمر فهو من الكبائر فإذا ابتليت الزوجة بزوج مدمن على الخمر فلها أن تنصحه وأن تبذل جهدها لهدايته والدعاء له بالصلاح والتوبة والهداية من الله تعالى ولها أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لها وأن تستعين بأهله وأهلها والمقرّبين منهم من الأحباب وأصدقاء العائلة وتدوم على ذلك مدة فقد يتطلّب الأمر وقتا أطول.
فإذا لم يُجدِ ذلك نفعا فالأفضل أن تصبر ما دام لا يلحق بها من إدمانه على الخمر ضرر أو أذى. لكن إذا تسبَّب لها ذلك بالضرر والتعرُّض للضرب والإهانة خلال سُكره وغيبته عن وعيه فلها في هذه الحالة أن تطلب الفراق إلى أن يتوب ويرجع إلى رشده.
أما في حال عدم الإنفاق عليها وعدم تأمين أساسيات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن فلها أن تطالب بحقوقها وإن تصبر خيرٌ لها عسى الله أن يجعل لها فرجاً قريباً ومخرجا فلتلجأ إلى الله وتدعوه ليل نهار وتكثر من الإستغفار والصلاة على النبي المصطفى المختار التي بها تُقضى الحاجات وتفرّج الكربات وتُستنزل الرحمات.  

profile/عبد-الرحيم-محمد-السفاريني
عبد الرحيم محمد السفاريني
باحث شرعي
.
٢٣ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
السؤال من شقين :
الأول : البقاء مع الزوج المدمن
والثاني : البقاء مع زوج ولا ينفق
أما الأول :
 قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والمَيْسِر والأنْصَابُ والأَزْلاَمُ رِجْسٌ من عَمَلِ الشيطان فاجْتَنِبُوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يُوقِع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر والميسر ويَصُدَّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون "
ومعلوم أن شرب الخمر من الكبائر في الإسلام
ويجب على الزوجة : دعوته إلى الهداية وترك الكبائر وتستخدم كل الوسائل والأساليب لذلك وأن ترى من ينهاه وتستعين بأهله وأهلها من العقلاء والحكماء لذلك والتشاور في أمره وعدم السكوت على وضعه

فإن استمر على ذلك ولا يوجد علة غيرها عنده : فيستحب لها أن تصبر عليه ولا تيأس من دعوته وهدايته وليس عليها وزر طالما اجتهدت في ذلك بشرط عدم الضرر
أما إن كان ضرره بسبب الخمرة على البيت وعليها فلا يجوز لها السكوت
والثاني :
موضوع النفقة الواجبة وهي : تأمين الحاجات الضرورية ( لباس وسكن وصحة وطعام وشراب ) لها وللأولاد ولسترها
أما إن لم يتسطع النفقة فيستحب لها الصبر والاحتساب والله تعالى ييسر لهما من الخير والستر
إلا إن دفعها ذلك للتسول أو للسرقة وأولادها فلا يجوز لها السكوت ولها الحق في رفع قضية في هذا الأمر للضرر المتحقق عليها وعلى أولادها