سرطان البحر هو حيوان قشري وهو أحد الحيوانات البحرية التي يحب الكثير من الناس تناولها ضمن الأطباق البحرية المفضلة لديهم. ويمكن طبخه في أكثر من طريقة، فمن الممكن طبخه عالبخار للحفاظ على نكهته اللذيذة، ومن الممكن غليه بالماء الحار من أجل السرعة. المعظم يقوم بغليه وهو حي وعادةً يستغرق من أربع إلى خمس دقائق حتى يموت أثناء غليه، وصحيح أنه يبقى صامتاً عند غليه، لكنه يتخلص من مخالبه وأرجله كآلية دفاعية. فهل تساءلتم يوماً فيما إذا كان سرطان البحر يشعر بالألم خلال غليه بالماء.
أجرى بعض الباحثون ومنهم العالم روبرت إلوود، عالم الأحياء بجامعة كوينز في المملكة المتحدة بعض التجارب لمعرفة ما إذا كان سرطان البحر يشعر بالألم أم لا، حيث قام بإحدى هذه التجارب بوضع السرطانات البحرية في ملجأين مظلمين، وقد تعرضوا في إحدى هذه الملاجئ إلى صدمات بينما لم يتعرضوا لأي صدمات في الملجأ الآخر، فلاحظ إلوود بعد ذلك بأن لدى عودة السرطانات إلى الملاجئ، فإن السرطانات التي تعرضت للصدمات في مأوى معين تجنبت هذا المأوى وفضلت الملجأ الذي لم يتعرضوا فيه إلى الصدمات، ومن هنا استنتج إلوود بأن القشريات تشعر بألم حقيقي.
وفي دراسة أُخرى لاحظ إلوود بأنه عندما يجُرح سرطان البحر فيأتي سرطان آخر قريب يحرسه وذلك بوضع مخالبه على الجرح. وهذه أشياء تتفق مع فكرة الألم. فمن هنا توصل إلوود وغيره من الباحثين بأن القشريات تشعر بالألم. وهناك الكثير من الأدلة والقصص عن سرطان البحر التي تبين بأنه يحاول الابتعاد عن الحرارة، لكن من الصعب للغاية معرفة ما إذا كان ذلك بسبب ردة فعل أو إذا كان يشعر بالحرارة كألم. فيرى إلوود أن ما يظهرونه هو أكثر من مجرد ردة فعل، صحيح أنه لا يستطيع أن يكون متيقن من ذلك لأنه يرى أن هذا أمر مستحيل، لكن سلوكهم أعطاه إشارات تتفق مع الألم، فحركة ذيله أثناء غليه في الماء والتي تدل على محاولته الطبيعية للهرب هي علامة ظاهرة على تألمه لأن جميع القشريات لها أجهزة عصبية. صحيح أن القشريات تبدو مختلفة بالنسبة لنا فهي تعيش في بيئة مختلفة تماماً عنا، لكن الجميع يدرك أن الأمر لا يتعلق بالشكل الذي يبدو عليه الحيوان بل بشعوره.
يرى إلوود بأنه لا يجوز الاستمرار بمثل هذه الأفعال حتى لو لم يكن الأمر يقيناً، فهو يرى أنه في حالة وجود تهديدات تتعلق بنتائج خطيرة وسلبية على رفاهية الحيوان، فلا يجوز الاستمرار بهذه الأفعال. ويرى أنه يجب أن نجعل هذه الحيوانات في نطاق تشريعات رعاية الحيوان وبالنسبة للقشريات يكون ذلك عن طريق حظر طرق المعالجة التي تنطوي على مخاطر كبيرة لإحداث الألم مثل غليانه وهو حي. يرى إلوود أنه لا يجوز أن نغلي مخلوق واعي على قيد الحياة لمجرد متعة التذوق، وأنه يجب على الحيوانات أن تتمتع بحياة كريمة وموت جيد. وحسب رأيه بأن الكثير من القشريات لا تموت بشكل جيد. فهي تُباع حية وأحياناً مسلوقة على قيد الحياة. ويرى إلوود بأنه يجب على الناس أن تغير موقفها من القشريات مثل سرطان البحر التي يتم التعامل معها بهذه الطريقة.
وحتى لا تشعر سرطانات البحر بالألم أثناء غليها، فمن الممكن قتلها قبل غليها وطبخها، فممكن أن توضع في الثلاجة أو الهواء البارد عدة ساعات لتخديرها ويصبح تحركها بشكل بطيء ليكون التعامل معها أسهل عند قتلها فربما أن يخفف ذلك من آلامها. لذلك ممكن قتلها عن طريق اختراق المراكز العصبية لقتلها على الفور ودون ألم.