الذكريات ضمن الماضي جزء لا يتجزأ من الهوية الشخصية.
التجارب السابقة والخبرات في الماضي تشكل جانب مهم في الكيان والشخصية وبالتالي لا يمكن التخلص من هذا الجانب والتفكير فيه مستمر.
وفي حال التخلص من هذا الجانب أو إيقاف التفكير فيه يعني التخلي عن الهوية أو جزء منها.
مما يعني إحداث خلل ما على المستوى النفسي العاطفي.
تخيل نفسك بلا ذكريات وماضي في هذه اللحظة!!
هل هذا الأمر مريح نفسيًا أم يسبب القلق والتوتر؟.
يمكن القول أن في مرحلة من المراحل العودة للماضي والتفكير فيه سبب للعشور بالقوة والفرح.
خاصة لوجود الذكريات الإيجابية والماضي الجميل.
ومن ناحية أخرى قد يكون عامل للقوة من خلال أخذ العبرة والحذر نتيجة وجود ماضي سلبي.
وحسب دراسات علم النفس قد يكون التفكير بالماضي يحدث ضمن طريقتين لأهداف معينة وهاتين العمليتين هما:
أولًا: الاستبطان؛
التفكير في الماضي ضمن عملية الاستبطات الهدف منها تحقيق الوعي الذاتي.
ونعني بالاستبطان؛
التفكير بالأمور التي حدث ضمن موقف معين في الماضي ضمن حالة من الفضول والاستكشاف.
يمكن القول أن هذه العملية هي عملية تأمل ذاتي وهي مستمرة مع استمرار وجود الإنسان في مختلف الأعمار.
الاستبطان غالبًا ما فيه الحنين والعاطفة، وبالتالي هو ذو أثر إيجابي.
ثانيًا: الاجترار؛
وهو العودة للماضي ضمن حالات الندم مما يعني التفكير في الأمور التي تسبب الشعور بالألم.
قد يكون التفكير في الماضي هنا وسيلة دفاعية من خلالها نقلل من مشاعر القلق.
بحيث نجد أين هي مواضع الخطأ سواء من قبلنا أو من قبل الآخرين.
غالبًا ما يكون التفكير هنا سلبي بالماضي، والهدف منه الحصول على قوة آنية لتبرير الحاضر السلبي.
هنالك العوامل العديدة التي تجعل من الإنسان يفكر في الماضي وأهمها:
أولًا: عمليات المقارنة؛
وهنا الشخص يكون يشعر إما بالإيجابية أو بالسلبية ويبدأ بمقارنة ذاته ونفسه في اللحظة الحالية مع لحظات الماضي.
العوامل النفسية مثل القلق والتوتر والغضب سبب في الرجوع للماضي وتخفيف أثر التفكير الواقعي السلبي الحالي.
ومن ناحية أخرى العوامل النفسية الإيجابية مثل الفرح والكفاءة والإنجاز سبب في الشعور بأن الماضي السلبي مضى فيكون تذكره بسبب زيادة الشعور بالسعادة
ثانيًا: التقييم الذاتي؛
قد يلجأ الآخرين للتفكير في الماضي لرؤية مدى الإنجاز المحقق.
والماضي هنا قد يكون أداة تقيمية بين أين كنت وأين أصبحت.
يمكن القول إن التفكير في الماضي وسيلة تشعرنا أنا قادرين على التحكم بأنفسنا من جديد.
من خلال وضع الخطط والأهداف بناء على ما مضى.