قبل كل شيء ، يجب أن نعلم كم صار التنمر فاشيا بيننا حتى نعالجه علاجا موضوعيا حيثيا، و لعلاجه ينبغي أن نعلم مسببه .
الشيئين اللذان يدعوان إلى التنمر و بدآ يقنعانني هما إضطراب الشخصية و نقص تقدير الذات..فالمضطرب هو الذي يتسم بتلك التصرفات الشاذة المغايرة لما إعتاد عليه البشر ،و منها أن يواجه صعوبة في أعماله ، و أن يكون ذا تقلب مستمر، و أن ينفعل كل حين..تماما كما وصفه الدليل الدولي..أما الذي لا يشعر في نفسه أنه ذا قيمة فتلك حالة أخرى .
ليس سلوك المتنمر هو السبب في كونه متنمرا..بل إني في شك من كون اللذان ربيانه هما السبب في إحداثه عدوانيا متنمرا..و هذا ما تقوله البيداغولوجيا نفسها..أن كل وحش كيفما بدا خطرا إعلم أن هناك سببا جعله بهذه الخطورة..و ليس لأنه خلق ليكون هكذا ،حشى لِلَّه..
اللهم إلا أن تكون التربية التي لقفها إياه الأبوان غير متزنة..على كل حال، فلنذكر الحل بسرعة..
لديك الآن نار عظيمة لا تكاد تنضب،السؤال هنا ، ما الذي جعلها هكذا حامية لا نتضب ؟
كثرة الحطب و وقود جم..هكذا إذن..فنحن نفسد التربية بشأين..يا إما أن ندلل أبناءنا فوق الإعتيادي ، أو أن نحطمهم فوق الإعتيادي أيضا..لكن مهلا، ليس الأهالي دوما هم المخطأين..فكم من أناس ربوا في كنف أناس أشرار لا يعون عدالة أو رحمة..فلم يتخذوهم مثلا..و أفضل مثال على ذلك نبي الله إبراهيم..نعود الآن إلى المثل..
أمام تلك النار الهائلة جدا ، ماء عظيم ثر..إنه يقابلها..
بات واضحا الآن لمن يكون النصر..أجل ! الماء هو المنتصر..
صرت تعلم الآن أن الغلبة للخير دوما..كما أن المتبة لأمثال هؤلاء العينات من البشر..ليس الغريب أن يكف المتنمر عن إزعاجك،لكن الغريب أن يصير ذلك المتنمر صديقك في يوم ما .