ما أسباب انتشار ظاهرة التنمر بين طلاب المدارس خاصة في مرحلة المراهقة؟

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
١٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يعد التنمر من المشكلات الخطيرة التي تتواجد في مدارسنا اليوم، وتكمن خطورتها في الأثر الكبير الذي يقع على أبنائنا جسدياً كان أم نفسياً، فالمدرس أو المعلم لا يرافق الطالب طوال تواجده في المدرسة ولا يعلم بما يحدث بين الطلاب إذا لم يخبره أحد أو لم يلاحظ الأمر بعد تكراره ومن هنا تكمن أهمية توعية الأطفال بمجرد دخولهم سن المدرسة وطريقة التصرف الصحيحة في حال وقعوا ضحية هذه الظاهرة، أما أسبابها فهي متعددة وتبدأ من المنزل وسأضع هنا أهمها وأكثرها شيوعاً:

1. قد يكون الطفل المتنمر هو ضحية تنمر في المنزل، فيشعر أنه يريد أن يفرض سلطته خارج المنزل ما دام فاقداً لها داخله، أو أنه انتقام حيث يريد للأطفال الآخرين أن سشعروا ويمروا بما يمر به.

2. سبب آخر والذي يبدأ من الطفولة حيث قد يشهد الطفل تعرض والدته للضرب والتعنيف النفسي أو الجسدي في المنزل فيتخذ ما يراه نموذجاً يطبقه في المدرسة على الأطفال الآخرين.

3. ضعف الشخصية وخوفه من أن يتعرض هو للتنمر فيرى أن يكون هو في مركز القوة باعتبارها حماية له وهكذا يبني خوفاً لدى الطلاب من التعرض له ولكن في حقيقة الأ/ر هو ميكانزم دفاع يجمي فيه نفسه.

4. التقليد واكتساب رضى الأقران، ففي أول مرة قام فيها الطفل بالسخرية من أحدهم ولاقى هذا استحسان من حوله يبدأ بتكرار هذا السلوك مرة تلو الأخرى ويتطور في كل مرة حتى يصبح لا سبيل له للتراجع.

هذه هي أكثر الأسباب شيوعاً في المجتمع ويتضح لنا منها أن الشخص المتنمر يحتاج الوعي بنفس القدر الذي يحتاجه الطفل المتعرض للتنمر، وأن مشكلة كهذه يجب أن يبدأ حلّها مبكراً ومنذ بداية ظهور السلوك، لأن تغيير الأمر وعلاجه عند المراهقين في سن ال 16 و ال17 سيكون أصعب، ممكناً لكن أصعب، والحل الأساسي هو نشر الوعي بين الأطفال منذ دخولهم سن المدرسة بحيث يتعلم الأطفال ما يلي:

1. الطفل يمتلك الحق بقول لا عندما لا يشعر بالراحة لأمر ما، فهو ليس خاضعاً.
2. المعلم والمرشد المدرسي هم أشخاص ثقة يمكنك اللجوء إليهم في حال تعرضك لأي موقف.
3. مشاركة تفاصيل يومك مع الوالدين السيء منها والجيد حتى يكونا على علم ودراية بما يحدث.
4. عدم المسايرة والصمت لأن هذا لن يجعلالأمر ينتهي بل سيجعله أسوأ.

من المهم أن يكون الوالدين صديقا الطفل يشجعونه ويمنحونه الدعم، هناك الكثير من حالات الانتحار التي انتشرت بين المراهقين مؤخراً وكان سببها التنمر، المراهق ما زال لم ينضج بعد، عامله كأنه ناضج لكن لا تحرمه يد العون والصحبة الجيدة.