غالبًا ما تنشأ مشاكل التنمر بين الأخوة لأسباب عدة منها انخفاض تقدير واحترام الذات وفقدن الثقة بالنفس أو التعرض للصدمة لفترات طويلة الأمد، أو الشعور بالغيرة.
انخفاض تقدير الذات واحترام الذات من أهم الأسباب التي تجعل أحد الأخوة مظهر لسلوك التنمر حيث أنه ومن خلال التنمر يكسب نفسه الشعور بالرضا والقوة، ويقل من الشعور بالدونية وفقدان الثقة بالنفس، قد يكون سبب هذا الأمر عائد لعوامل خارج الأسرة مثل تدني تحصيل الدراسي أو عدم امتلاك مهارات اجتماعية تساعد الطفل المتمر على التفاعل بطريقة إيجابية مع المحيط، أو تعرض الطفل لخبرات فشل متكررة في الحي مع الأصدقاء أو في المدرسة مع الأقران وبالتالي أصبح يشعر بالضعف بطريقة أكثر وأكبر.
ومن ناحية أخرى تعرض الطفل لخبرات مؤلمة لفترات طويلة كأن يكون ضمن بيئة أسرية سلبية، أو أنه يتعرض للتنمر من قبل الأصدقاء في المدرسة ولفترات طويلة بطريقة أثرت على ظهور سلوكيات نفسية غير سليمة، اظهر سلوك التنمر من قبله في المقابل.
وقد يكون التنمر صادر عن الأخ لأخيه لشعورة بالغيرة إما لاختلاف الشخصيات أو لوجود عوامل خارجية مؤثرة، أو لوجود الفروقات الفردية في التعليم والإنجاز والتقدم.
ومن ناحية أخرى قد يكون للأهم الدور الأكبر والسبب الأكبر في ظهور سلوك التنمر بين الأخوة إما بطريقة واعية أو بطريقة غير واعية، فالأهل من خلال طرق ووسائل التنشئة الاجتماعية يكونون سبب في التنمر خاصة عندما يستخدمون أسلوب المنافسة ما بين الإخوة دون مراعاة الفروق الفردية هنا نجد أن الأطفال وبطريقة غير مباشرة أصبحوا يطوران سلوكيات تنمرية بتشجيع من الأهل فالأهل يعززون الإنجازات وبالمقابل يتنمرون ولو بطريقة عاطفية لفظية من الأقل إنجازا من الإخوة ومع الوقت يصبح التنمر وكأنما موجة من الآباء للأبناء عن طريق الإخوة.
ومن أساليب التنشئة الاجتماعية التي قد تكون سبب في ظهور التمر بين الإخوة معاملة الوالدين التي فيها تفريق لجنس الملولود بتحيز للجنس الذكري، وهنا نجد كثير من الإخوة الإناث يتعرضون للتنمر من قبل إخوتهم الذكور لوجود ثقافة مجتمعية تبيح للذكر السيطرة وفرض القوة على الأنثى دون وجود أي توجيه من الأبوين.
ومن ناحية أخرى قد يكون جهل الاهل بشكل ومفهوم التنمر سبب في زيادة التنمر بين الاخوة فهنالك من يرى أن التنمر بين الأخوة أمر طبيعي ويحدث ويختفي بعد فترة من الزمن بعد أن يكبر الأبناء ويمتلكون الوعي الكافي وهنا لا بد أن ننبه أن التنمر أمر غير طبيعي ويترك أثر بالغ في نفوس الإخوة، فهو سبب في بعض الأحيان مؤدي إلى الانتحار, ولحدوث مشكلات صحية جسدية مختلفة، تطور أنواع مختلفة من الرهاب لدى الإخوة، وسبب في فقدان الكفاءة والثقة والشعور بالدونية.
وقد يكون الأهل سبب في زيادة التنمر بين الاخوة لأنهم ولطبيعة علاقتهم بالأبناء فهم يحاولون حماية كل من الطفل الضحية والمتسبب بفعل التنمر، فهنا يكونون الأهل وبطريقة غير مباشرة يؤذون الطفل الضحية دون وعي خاصة عندما يتم التعامل مع التنمر على أنه سلوك مقت وطبيعي بين الإخوة.
ويمكن علاج التنمر بين الإخوة عن طريق:
- وعي الاهل لمفهوم التنمر للتميز بين ما هو سلوك طبيعي وما هو سلوك تنمر، مما يتيح للأهل الوعي بذاتهم أولا وتوجيه سلوكياتهم بطريقة توجه أفعال الأطفال وتوقفها.
- العمل على تغير سلوكيات التنشئة الاجتماعية التي قد تكون سبب في تشكل التمر بين الإخوة وجعل التنافس بين الإخوة ضمن القدرات الممكنة ومقارنة الطفل بنفسه. واستخدام أسلوب المساواة في التعامل مع الأطفال.
- لا بد أن يتوقف الأهل عن إصدار الأحكام بشكل مباشر بما يتعلق بالتنمر ففي بعض الأحيان قد يظهر الطفل الضحية ونتيجة التنمر وكأنما هو السبب في الأمر ومن هنا على الأهل أن يتوقفوا عن الحكم المباشر وفصل الاخوة عن بعضهم البعض عند صدور موقف التنمر والحديث مع كل مهم بشكل منفرد ومن ثم العمل على مواجهة سلوكياتهم بالحوار والنقاش والتوجيه.
- حدد القواعد والحدود في التعامل مع الإخوة وراجعها عند الحوار وبين العواقب التي لا بد أن يتحملها الطفل نتيجة ما قام به من سلوك، أجعل الإخوة متحملين لمسؤولية ما يصدر عنهم أفعال هذا الأمر يقلل من نسبة صدور التنمر.
- ومن أهم الأمور التي لابد منها أن يقوم الأهل بمعالجة بعض المشكلات التي لا تتعلق بهم كمشكلات عدم الثقة وتقدير الذات وذلك من خلال ما يوفره الأهل للأبناء من أنشطة تعزز ما لديهم من كفاءة ورضا عن النفس وتعزيز ما لديهم من إنتاجية ومساعدتهم على التعبير عن أنفسهم وذاتهم بطريقة تزيد من تحكمهم بما لديهم من مشاعر سلبية واستبدالها بأخرى ايجابية, والتحكم بما لديهم من أفكار سلبية أيضًا.