كان خباب بن الأرت من أشد الصحابة ممن تعرضوا للتعذيب والاضطهاد في العهد المكي أول البعثة :
فجاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع بعضِ أصحابِه وهو مُتوسِّدٌ بُردةً في ظِلِّ الكَعبةِ فقالوا للنبي : ألَا تَستنصرُ لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :" كان الرَّجلُ فيمَنْ قبْلَكم يُحفَرُ له في الأرضِ فيُجعلُ فيه فَيُجاءُ بِالْمِنشارِ فَيُوضعُ على رأْسِه فيُشقُّ باثنتينِ وما يصدُّه ذلك عَن دِينهِ ويُمْشَطُ بِأمشاطِ الحديدِ ما دونَ لحمِه مِن عظْمٍ أو عصَبٍ وما يصدُّه ذلك عَن دِينه
ثُمَّ بشَّرهم فقال: واللهِ لَيَتمَّنَّ هذا الأمر حتَّى يسيرَ الرَّاكبُ مِن صنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ، لا يخافُ إلَّا اللهَ أوِ الذِّئبَ على غَنمِه، ولكنَّكم تَستعجلُون "
فقد كانت التربية النبوية والتعبئة العقائدية أقوى دافع ومغذي للصلابة في دينهم وحبهم للمبدأ وعمق فهمهم له جعلهم ثابتين على الحق مثل الأنبياء
عن سعد بن أبي وقاص :" قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً ؟
قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ ،
فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ ،
وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ وخفف عنه
، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ " رواه أحمد والترمذي
فسبحان من أنزل مع البلاء الصبر والإيمان