تخيل نفسك تستيقظ في أحد الأيام على نغمات منبه صوت العصافير من خارج نافذتك، حيث ضوء شروق الشمس الذي يتخلل عتمة غرفتك يداعب عيناك الناعستان، ليرسل لك رسائل بداية النهار بدون ان ينطق بأي كلمة، تحضر قهوتك توقد تحتها النار لتذوب بين طيات المياه، تخضع ايقاعات امواج المياه الممزوجة بالبن، لالحان صوت الراديو الذي يحمل معه صوت فيروز و هي تنادي الصباح، تعلو حرارتها ثم تغلي و تفور لتصدر صوتا يلائم ألحان الصباح.
تجلس على اريكتك تحمل بعض الصحف وتقرأ اخبار
العالم بهدوء، تنظر الى عائلتك و تتحدث معهم بدون قيود، تتوجه الى المكتبة لتبحث عن معلومة تحتاجها في دراستك تقرأ كتب عديدة لتستنبطها من بين طيات الأوراق التي تغذي افكارك و تجعل من معرفتك اكثر خصوبة، لتتمشى في المساء متوجهاً إلى منزلك لتبدأ سهرتك مع عائلتك و تتجاذب معهم أطراف الحديث بدون رسائل ولا شاشات لوحية ربما كانت تقرب المسافات لكنها تبعد الارواح.
بتلك الكلمات يمكنني ان الخص لك كيف سوف تكون حياتنا قبل ٥٠ عام، أي قبل إختراع الشبكة العنكبوتية، و انتشارها في العالم، و جعله مثل قرية صغيرة، وفوائدها التي لا تعد و لاتحصى التي غمرت حياتنا و جعلتها اكثر سهولة في العصر الحالي بحيث أصبح طريق التعلم، والحصول على المعرفة من أسهل الطرق، و اسرعها حيث انك لن تضطر الى البحث بين ارفف المكاتب عن معلومة تحتاجها، بل كل ما عليك فعله هو التوجه الى حاسوبك و كتابة اي سؤال يخطر ببالك لتجد آلاف الإجابات التي تفيدك، كما ان الشبكة العنكبوتية أصبحت جزء لا يتجزء في عصرنا الحالي، و تحديداً للحصول على التسلية، والمتعة فأصبح الافراد يقضون معظم اوقاتهم في مجابهة حواسيبهم، و اجهزتهم اللوحية التي وفرت لهم عالم افتراضي يهربون إليه من الواقع، و يستطيعون من خلاله العمل و انهاء معاملات وظائفهم، و تسويق منتجاتهم، و الاتصال و تواصل، وغيرها من الميزات التي سهلت حياتنا بصورة لم تكن موجودة في السابق.
لعل مزايا الانترنت وارتباطها في تفاصيل حياتنا حالياً يجعل من الصعب التخلي عنها او العيش بدونها، مع انني أظن ان الحياة قبل الانترنت كانت اكثر قيمة و جمالاً، لكن وبحكم التطور الذي طرأ على جميع المجالات و انتشار التكنولوجيا اصبح من الصعب التكييف في حياة تخلو من الانترنت ،لذلك يمكن ان تكون حياتنا تفتقر الى تفاصيل اعتدنا عليها و أصبحت تجسد جزءا مهماً في حياتنا في حال عدم وجود الإنترنت.