قد تظهر الرغبات الجنسية والدوافع نحوها داخل الفرد بوتيرة سريعة جدًا، بحيث يحاول الشخص البحث عن حلول سريعة للتخلص من هذه الرغبة. وبالرغم من ذلك، يجب العلم أن هذه الحلول لا تدوم طويلًا، إذ لا يمكن التحكم في الرغبات الجنسية بالحلول السريعة إلا بالفهم الشامل، والكثير من الصبر، والثبات الداخلي، والاستقرار النفسي، والهم من ذلك الالتزام الشامل والثابت. وقد تعتمد هذه الطرق سُبلًا وقائية، وأخرى علاجية.
تتأثر الرغبة الجنسية بالعديد من العوامل منها ما يكون بيولوجيًّا مثل مستويات هرموني التستوستيرون والأستروجين، ومنها ما يكون نفسيًّا كمستويات التوتر، ومنها ما يكون اجتماعيًّا مرتبطُا بطبيعة المجتمع والبيئة من حول الشخص. وأسباب نفسية كالشعور بنقص الرضا أو السيطرة على الذات أو الاكتئاب أو عدم القدرة على معالجة عواطف المرء بشكل صحيح، وغيرها من أسباب. كما يصعب تحديد ما هو طبيعي ضمن مفهوم الرغبة الجنسية، وهذا يعتمد على الشخص نفسه. لذا يجب التعرف إلى ما الذي يرفع من مستويات هذه الرغبة لمعالجته. وفقًا لمايو كلينك،" من المحتمل أن تصبح الرغبة الجنسية العالية مشكلة عندما ينتج عنها نشاط جنسي خارج عن السيطرة، مثل الإكراه الجنسي، أو فرط النشاط الجنسي أو السلوك الجنسي الخارج عن السيطرة (OCSB)".
من طرق التخلص أو الحد من الرغبة الجنسية:
1. الوقاية: بالطبع يكون" درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وتكون الأساليب الوقائية سهلة إذا تم الابتعاد عن الأشياء التي تسبب استثارة الدوافع الجنسية في المقام الأول. أي، الابتعاد عن النظر والتحديق في الصور، ومشاهدة مقاطع الفيديو، أو القصص التي تُصنّف تبعًا للمواضيع الجنسية. حيث أن الانخراط في هذه الأنشطة ستضاعف دوافعك بمقدار عشرة أضعاف، مما يسبب صعوبة التحكم بالرغبات الجنسية. كما عليك غض البصر عن كل ما يؤدي لرفع دوافعك وفي كل مكان حفظًا لنفسك ورغبتك، فالنظرة الأولى لك، والثانية عليك. كما يجب تقليل الاتصال البصري مع الأشخاص من الجنس الآخر، وبالطبع تجنب المصافحة والابتعاد عنها بالاكتفاء بإلقاء السلام. عليك تجنب الأشخاص الذين يشجعون النشاط الجنسي، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح.
2. ابقَ يقظًا: عليك الابتعاد عن التفكير بالجنس، وإشغال نفسك بأفكار أخرى، أو الانشغال بممارسة عمل معين يملأ لك وقتك دون ثانية تفكير. إن تنظيم جدولك، واستقطاع أزمنة فراغ بسيطة يتم شغلها القراءة أو رياضة المشي أو احتساء كوب من القهوة أو الشاي مع رفيق تدردش معه، سيخفف من هذا التفكير. كما يجب التقليل أو إيقاف هذه الأفكار ساعة حضورها، من خلال الابتعاد عن أي شكل من أشكال التبعية لهذه الرغبات، وتغيير التركيز لأفكار أعمال أخرى. مثل تغيير الرابط البصري الداخلي عند التواصل البصري بالنظر بعيدًا.
3. وجه طاقتك: قد يستمد بعض الناس ارتياحًا كبيرًا وسعادة وفخرًا من توجيه طاقتهم الجنسية إلى أشياء أخرى. قد يعني هذا القيام بشيء إبداعي أو جسدي أو مثير أو روحي. تشمل الأنشطة الشعبية الجري لمسافات طويلة، والرقص، وتعلم الجيتار، والهبوط من قمم الجبال، والأعمال اليدوية، والطبخ، واليوغا، ولعب الرياضات القوية كرفع الأثقال والملاكمة.
4. خذ شيئًا لتقليل رغباتك الجنسية: هناك العديد من المواد التي يمكنها تقليل الرغبة الجنسية منها بعض المكونات الغذائية، والأعشاب، والمكملات الغذائية؛ كفول الصويا، والسزس، والعنب البري، والجنجل، والخس البري. كما يمكن لبعض مضادات الاكتئاب، خاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، أن تخفف من الرغبة الجنسية. يمكن أن يكون لمضادات الذهان أيضًا هذا التأثير الجانبي. على الرغم من أنها ليست مصممة خصيصًا لتقليل الدافع الجنسي، إلا أن بعض الأطباء يصفونها لهذا السبب. يمكن لبعض الأدوية الهرمونية أن تقلل من هذه الرغبة، مثل سيبروتيرون وتريبتوريلين المستخدمان للتقليل من إنتاج هرمون التستوستيرون في الرجال.
5. الصيام: يقول اختصاصي التغذية بوني توب ديكس، مبتكر موقع BetterThanDieting. com ومؤلف كتاب " "Read it Before You Eat It — Taking You From Label To Tab: "يعتمد جزء من الدافع الجنسي لديك - وربما يكون هذا هو الجزء الأكبر - على ما تأكله عندما تتناول وجبات الطعام". "عندما تأكل، تحتاج إلى التأكد من أنك تتناول أطعمة جيدة بطريقة متوازنة حتى يكون لديك الطاقة للقيام بالأشياء التي تحتاج إلى القيام بها." فالصوم الحقيقي الصحيح يقلل من الدوافع الجنسية، لأنه يرفع من الدوافع الروحية، ويسمو بها فوق كل الدوافع الإنسانية مهما بلغت، إذ يقتضي الصوم الامتثال لله وطاعته، وكف النفس عن الشهوات سواء كانت طعامًا أم شرابًا أم جنسًا، أو غيرها من الشهوات رغبةً في مرضاة الله.
6. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحذر: هناك العديد من الفوائد لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك الكثير من المساوئ أيضًا والعثرات. لقد تم لم شملنا مع أناس من ماضينا وتم تقديمنا لأولئك الجدد. يمكن تجديد الدوافع القديمة أو إشعال شرارات جديدة، ويمكن أن يكون هذا محفوفًا بالمخاطر. كن دائمًا متيقظًا للنوايا الحقيقية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
7. شكك في نيتك: في معظم الأوقات، عندما تتجول عقولنا جنسيًا، فأنت حقًا لا تسعى إلى ممارسة الجنس النقي: بل تسعى لاستبدال شيء مفقود في حياتك وعلاقاتك. من الممكن أيضًا أنك تحاول تشتيت انتباهك عن التعامل مع شيء صعب. لكل شخص، هذه الأشياء ستكون خاصة بتجاربه. اكتشف المشكلة الجذرية واعمل على تصحيحها.
8. الحفاظ على المعايير العالية: أن تكون شخص نبيل هو خيار. اختيار جيد للغاية، وهذا العالم اليوم بحاجة إلى المزيد. على الرغم من الكم الهائل من الإغراءات التي تلقيها الحياة في طريقنا، يجب أن نلزم أنفسنا بأعلى المعايير الأخلاقية. يؤدي الانضباط الذاتي في جميع مجالات حياتنا إلى نتائج إيجابية.
9. إعادة توجيه شغفك: بدلًا من أن تتحكم فيها الشهوة الجامحة، وجه هذا الشغف في اتجاهات إيجابية. استخدم هذه الطاقة لتبادل الأفكار حول الطرق التي يمكنك من خلالها أن تجدد يومك، وتبارك عملك. ربما ركز على الأشياء التي ستجعل العالم أفضل مثل التطوع في ملجأ للمشردين، قم بتدريب فريق رياضي شبابي، كن مرشدًا للأفراد المضطربين.
10. اللجوء لمقدم الرعاية الصحية أو الطبيب: إذا شعرت أنك فقدت السيطرة على سلوكك الجنسي، فالمساعدة متاحة. وتذكر؛ أنت لست وحدك. هناك العديد من المختصين في التعامل مع المشكلات الجنسية. ويمكن أن يساعد العلاج المناسب في تحسين نوعية حياتك. كما أن طبيبك سيحافظ على سرية معلوماتك، ويعالجك بطرق عدة، قد لا تستدعي تناول الأدوية.