ما هي صفة صلاة الجمعة وخطبتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
بكالوريوس في المصارف الاسلامية (٢٠١٦-٢٠٢٠)
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
صفة صلاة الجمعة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-:

شرعت صلاة الجمعة بإقامة خطبتان يسبقان الصلاة، ثمّ أداء ركعتان جهريتان أجمع عليهما أهل العلم من الفقهاء، استلالًا بما روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "الجُمُعةُ رَكعَتانِ، تَمامٌ غَيرُ قَصرٍ، على لِسانِ نَبيِّكم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد خابَ مَنِ افتَرى". حديث حسن، (القسطلاني، إرشاد الساري، 2/187).


وكانت من صفته -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة أنه كان يخطب خطبتان، يقف لهما على المنبر، لما روي عن السَّائِبِ بنِ يَزيدَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كانَ النِّداءُ يوم الجُمُعة أوَّلُه إذا جلَس الإمامُ على المنبرِ على عهدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بكرٍ، وعُمرَ...)، (رواه البخاري)، وذلك لأن الهدف من خطبة الجمعة وعظ الناس وإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم فيكون صعود الخطيب على المنبر أبلغ في الوعظ والإرشاد وإسماع الناس، ثم يفصل بينهما بجلسة خفيفة، فيكون مقبلًا على الناس بوجهه، فقد روي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه أنه قال: - "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ يخطبُ قائمًا، غيرَ أنَّهُ كانَ يقعدُ قعدةً ثمَّ يقومُ" حديث صحيح (الألباني، صحيح ابن ماجه/ 914)


وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أوَّلِ أمْرِه يَقِفُ على جِذْعِ نَخلةٍ، ثمَّ تحَوَّلَ منه إلى المِنبرِ، لما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ إلى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ المِنْبَرَ تَحَوَّلَ إلَيْهِ فَحَنَّ الجِذْعُ فأتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عليه". رواه البخاري

ثم بعد الخطبتين، صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، فيسن للإمام أن يقرأ في الركعة الأولى سورة (الجمعة) وفي الركعة الثانية سورة (المنافقون)، استدلالًا بما روي عن ابن أبي رافع أنه قال: "استخلفَ مروانُ أبا هُرَيْرةَ على المدينةِ، وخرجَ إلى مَكَّةَ، فصلَّى بنا أبو هُرَيْرةَ الجُمعةَ، فقرأَ بسورةِ الجُمعةِ في الرَّكعةِ الأولى، وفي الآخرةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فأدرَكْتُ أبا هُرَيْرةَ حينَ انصرفتُ فقلتُ لَهُ: إنكَ قرأتَ بسورتَينِ كانَ عليٌّ يقرأُ بِهِما في الكوفةِ، فقالَ أبو هُرَيْرةَ: إنِّي سمِعتُ رسولَ اللَّهِ يقرأُ بِهِما" حديث صحيح، رواه البخاري.

كما يسنّ للإمام أن يقرأ في الركعة الأولى سورة سبّح (الأعلى) وفي الركعة الثانية سورة (الغاشية)، لما روي عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يقرأُ في العِيدينِ وفي الجُمُعة {بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ}) حديث صحيح، رواه مسلم.

كما تُدرَك صلاة الجمعة بإدراك الركعة الثانية، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "تُدرَكُ الجُمُعةُ بإدراكِ رُكوعِ الركعةِ الثَّانية" رواه البخاري (580) ومسلم (607)